شرح ألفية ابن مالك باب ظن وأخواتها
-- ينقسم إلى قسمين : أفعال القلوب ، وأفعال التحويل .
-- أفعال القاوب تنقسم إلى قسمين : القسم الأول : أفعال اليقين وهي : (رأى ، وعلم ، ووجد ، ودرى ، وتعلم) .
القسم الثاني : ما يدل على الرجحان نحو : (خال ، وظن ، وحسب ، وزعم ، وعد ، وحجا ، وجعل ، وهب) .
-- أفعال التحويل : (صير ، وجعل ، وهب ، وتخذ ، واتخذ ، و ترك ، ورد) .
أفعال القلوب المتصرفة : ما عدا (هب) و(تعلم) والباقي متصرف نحو : فعل ماضي : ظن ، فعل مضارع : يظن ، فعل أمر : ظن ، اسم الفاعل : ظان ، اسم المفعول : مظنون ، مصدر : ظن .
-- وغير المتصرف اثنان وهما (هب) و(تعلم) بمعنى اعلم فلا يستعمل منهما إلا صيغة الأمر .
-- واختصت الأفعال القلبيه المتصرفة بالتعليق والإلغاء .
-- التعليق هو ترك العمل لفظا دون معنى لمانع نحو : (ظننت لزيد قائم) ، فقولك (لزيد قائم) لم تعمل فيها (ظننت) لفظا لأجل المانع لها وهو اللام ، لكنه في موضع نصب ، بدليل أنك لو عطفت عليه لنصبت نحو : (ظننت لزيد قائم وعمرا جالسا) .
-- الإلغاء هو ترك العمل لفظا ومعنى نحو : (زيد ظننت قائم) ، فليس ل(ظننت) عمل في (زيد قائم) لا في المعنى ولا في اللفظ .
-- ويثبت للمضارع من التعليق ما يثبت للماضي نحو : (أظن لزيد قائم) و(زيد أظن قائم) .
-- وغير المتصرف لا يكون فيها تعليق ولا إلغاء ، وكذلك أفعال التحويل مثل (صير) وأخواتها .
ظن وأخواتها
-- يجوز إلغاء الأفعال المتصرفة إذا وقعت في غير الابتداء كما إذا وقعت وسطا نحو : (زيد ظننت قائم) أو آخرا نحو : (زيد قائم ظننت) ، وإذا توسطت جاز الإعمال والإهمال .
-- إذا تقدمت هذه الأفعال إمتنع الإلغاء نحو : (ظننت زيدا قائما) .
-- يجب التعليق إذا وقع بعد الفعل (ما) النافية نحو : (ظننت ما زيد قائم) أو (إن) النافية نحو : (علمت إن زيد قائم) .
-- ويعلق الفعل أيضا إذا وقع بعده (لا) النافية نحو : (ظننت لا زيد قائم ولا عمرو) أو (لا) الإبتداء نحو : (ظننت لزيد قائم) أو (لام) القسم نحو : (علمت ليقومن زيد) .
_ وأن تدخل عليه أداة استفهام نحو : (علمت أزيد عندك أم عمرو) و(علمت هل زيد قائم أم عمرو) .
-- إذا كانت (علم) بمعنى عرف تعدت لمفعول واحد نحو : (علمت زيدا) .
-- إذا كانت (ظن) بمعنى اتهم تعدت لمفعول واحد نحو : (ظننت زيدا) أي اتهمته .
-- إذا كانت (رأى) حلمية تعدت إلى مفعولين نحو : (إني أراني أعصر خمرا) فالياء مفعول أول ، و(أعصر خمرا) جملة في موضع نصب المفعول الثاني .
-- لا يجوز في هذا الباب سقوط المفعولين ، ولا سقوط أحدهما إلا إذا دل دليل على ذلك .
-- مثال حذف المفعولين للدلالة أن يقال : (هل ظننت زيدا قائما) فتقول : (ظننت) والتقدير : (ظننت زيدا قائما) .
-- ومثال حذف أحدهما للدلالة أن يقال : (هل ظننت أحدا قائما) فتقول : (ظننت زيدا) والتقدير : (ظننت زيدا قائما) .
-- فإن لم يدل دليل على الحذف لم يجز لا فيهما ولا في أحدهما .
باب ظن وأخواتها
-- لا يجرى القول مجرى الظن إلا بشروط :
(١) أن يكون الفعل مضارعا .
(٢) أن يكون للمخاطب .
(٣) أن يكون مسبوقا باستفهام .
(٤) ألا يفصل بين الاستفهام والفعل بغير ظرف ولا مجرور .
-- مثال ما اجتمعت فيه الشروط : (أتقول عمرا منطلقا) فعمرا مفعول أول ، ومنطلقا مفعول ثان .
-- ويجوز رفع المبتدأ والخبر على الحكاية تقول : (أتقول زيد منطلق) .
باب أعلم وأرى .
-- قبل دخول الهمزة يتعديان إلى مفعولين نحو : (علم زيد عمرا منطلقا) ؛ فلما دخلت عليهما همزة النقل زادتهما مفعولا ثالثا نحو : (أعلمت زيدا عمرا منطلقا) .
-- إذا دخلت الهمزة على الفعل اللازم أصبح متعديا نحو : (خرج زيد) تقول : (أخرجت زيدا) .
-- وإذا دخلت الهمزة على فعل متعد لمفعول واحد تعدى لمفعولين نحو : (لبس زيد جبة) تقول (ألبست زيدا جبة) .
-- وإذا دخلت الهمرزة على فعل متعد لمفعولين أصبح متعديا إلى ثلاثة مفاعيل نحو : (علم زيد عمرا منطلقا) تقول : (أعلمت زيدا عمرا منطلقا) .