يتقدّم المفعول به على الفاعل وُجوباً في ثلاثة مواضع هي:
١- إذا اتصل بالفاعل ضمير يعود على المفعول به، ومثال ذلك: يسوق السيارةَ صاحبُها.
٢- إذا كان الفاعل محصوراً بـ (إلّا) أو (إنما)، وعلى سبيل المثال: ما أنار العقولَ إلا العلمُ، تقدَّم المفعول به وهو العقولَ على الفاعل وهو العلم، وكما في قول الله تعالى: ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّـهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ )،تقدّم المفعول به وهو لفظ الجلالة (اللهَ) على الفاعل (العلماءُ).
٣- إذا كان المفعول به ضميراً مُتصلاً بالفعل والفاعل اسماً ظاهراً، على سبيل المثال ضمير ياء المتكلم في الجملة: أدّبني أبي تأديباً حسناً. فالفاعل أبي، وياء المتكلم المتصلة بالفعل أدّب هي ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به مقدّم.
•ويجب أن يتقدّم المفعول به على كلٍّ من الفعل والفاعل في بعض الحالات هي:
١- إذا جاء المفعول به بعد أمّا مثل: أما الجارَ فأحسِن له، وكما في قول الله تعالى: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ).
٢- إذا كان المفعول به اسم استفهام أو اسم شرط على نحو: أيَّ كتابٍ قرأتَ؟ وأيضاً: مَن تُكرمْ أُكرم. فالكلمتين: أيَّ ومَن في محل نصب مفعول به مقدّم.
٣- إذا كان المفعول به هو كم أو كأين الخبريتين، مثل: كم كتابٍ قرأت، كأين من كتاب قرأت.
٤- إذا كان يُقصَد به أن يكون محصوراً، من غير أداة حصر، ومثال ذلك: إياك أعني، اللهَ أعبدُ؛ فكلٌّ من (إياك)، ولفظ الجلالة (الله) مفعول به مقدّم.
•ويجوز تقدُّم المفعول به على الفاعل بشرط ألا يحصل لبسٌ أو غموض في المعنى، وإذا كان في الجملة ما يميّز الفاعل عن المفعول.
فمثلًا لا يجوز تقديم المفعول به على الفاعل
في جملة: ضرب موسى عيسى.
لأن كلاهما حركة إعرابه مقدرة فيحدث اللبس.
وقد ورد تقدّم المفعول به على الفاعل في القرآن كقول الله تعالى في إحدى الآيات: (وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجنَ فَتَيانِ)؛ فقد تقدّم المفعول به (السجن) على الفاعل وهو (فتيان).