بسم الله الرحمن الرحيم
( شرح ابن عقيل على ألفية مالك )
الدرس الثالث علامات الفعل
يقول ابن مالك :
بتا فعلت وأتت ويا افعلي ** ونون أقبلن فعل ينجلي
ذكر المصنف في هذا البيت أن الفعل يمتاز عن الاسم والحرف بأربع علامات هي :
تاء الفاعل وأشار إليها بقوله ( فعلت ) وتاء التأنيث الساكنة وأشار إليها بقوله ( أتتْ ) وياء المخاطبة وأشار إليها بقوله ( افعلي ) ونون التوكيد وأشار إليها بقوله ( أقبلن ) ، وإليكم تفصيل ذلك :
١- تاء الفاعل :
وهي مفتوحة متحركة بإحدى الحركات الثلاث ( الضمة ، الفتحة ، الكسرة ) ، فإن ضمت فهي للمتكلم نحو : خرجتُ ، وإن فتحت فهي للمخاطب نحو : خرجتَ ، وإن كسرت فهي للمخاطبة نحو : خرجتِ ، فمتى وجدتم تاء الفاعل هذه في أي كلمة فاعلموا أن هذه الكلمة فعل وفي الأفعال هي فعل ماض ، وليس مضارعا ولا أمرا .
٢- تاء التأنيث الساكنة :
وهي حرف ساكن مبني لا محل لها من الإعراب يلحق آخر الفعل للدلالة على أن فاعل هذا الفعل مؤنث ، وذلك نحو : حملتْ الأم ابنها ، وغذتْه ، وحافظتْ عليه ، وتاء التأنيث هذه لا تلحق إلا الفعل الماضي فقط ولا بد أن نقول ساكنة لأن تاء التأنيث المتحركة تدخل على الأسماء والحروف .
٣ - ياء المخاطبة :
وهي ضمير يدل على المخاطبة المؤنثة فإذا لحق هذا الضمير بالكلمة دل ذلك على أن الكلمة فعل نحو : يا فتاة تمسكي بدينك ، وصوني كرامتك ، واحفظي حجابك ، فأنت بذلك تصونين عرضك وترضين ربك ، وياء المخاطبة هذه لا تلحق الفعل الماضي أبدا وإنما هي تلحق من الأفعال المضارع والأمر كما في الأمثلة السابقة ويجب أن نميز بينها وبين ياء المتكلم التي تدخل على الأسماء والأفعال والحروف .
٤- نون التوكيد
ونون التوكيد هي حرف يلحق آخر الكلمة إذا كانت فعلا لتأكيده والعزم على إحداث الفعل وذلك نحو قوله تعالى : ( وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين ) ، وكقول الشاعر :
لأستسهلن الصعب أو أدرك المني ** فما انقادت الآمال إلا لصابر
ونحو : قمنَّ يا رجل ، واضربنَّ زيدا .
ونون التوكيد لا تلحق الفعل الماضي أبدا وإنما هي تلحق من الأفعال المضارع والأمر كما في الأمثلة السابقة ، وهي نونان الأولى خفيفة مبنية على السكون والثانية ثقيلة مشددة مبنية على الفتح ، فالخفيفة نحو قوله تعالى : ( لنسفعا بالناصية ) ، و الثقيلة نحو قوله تعالى : ( لنخرجنك يا شعيب ) .
هذه هي علامات الفعل وفي درسنا القادم سنتحدث عن علامة الحرف والأفعال .
وجزاكم الله خيرا .