المَذهبُ الكلاميّ أسلوب في الحِجاجِ الشعريّ
المَذهبُ الكلاميّ أسلوب في الحِجاجِ الشعريّ. عرّفها ابنُ الأثير بأنها اشتمالُ المعنى على حجّةٍ بالغةٍ يتجنبُ العُقَلاءُ ردَّها لشدّةِ تمكّنها في النفس، ولا يقع إلا في الاعتذارِ غالباً، وفيه دليل على فرط مقدرة الشاعر، كقولِ الذّبيانيّ:
ولكنني كنتُ امرأً لي جانبٌ *** من الأرضِ فيه مُسترادٌ ومَهربُ
مُلوكٌ وإخوانٌ إذا ما لَقيتُهم *** أُحَكَّمُ في أموالِهم وأُقَرَّبُ
كفعلِك في قومٍ أراكَ اصطنَعْتَهُم *** فَبَم تَرَهم في مثلِ ذلِك أذنَبوا
أي: لا تلُمني على مدحِ آلِ جفنةَ وقد أحسنوا إليّ ولا تَعُدَّ ذلِك ذنباًكما لو أحسنتَ إلى قومٍ فشكروا لكلم تَرَ ذلِك ذنباً،، وهذه طريقةُ الجَدَلِ والحِجاجِ. وإنما اتّفقَ له ذلِك بقوّة الغَريزة وفضل التمييز.
(كفاية الطالب في نقد كلام الشاعر والكاتب، لضياء الدّين بن الأثير)