📁 آخر الأخبار

من بلاغة القرآن الكريم

 "يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم"


من قرأ ووعى وفهم القرآن الكريم سيرى فيه من بلاغة القرآن الشيئ الكثير الذي سيجعل العقل البشري 

عاجز عن التعبير لما في القرآن الكريم من إبداع الخالق عز وجل ، ومن التقديم والتأخير فالله عز وجل 

يقدم كلمات على أخرى مجملة ، وعند تفصيلها يؤخرها ويقدم كلمات اخرى ولا شك أن في ذلك من إبداع 

الخالق عز وجل من يجعلنا نزداد عجبآ لهذا الكتاب الكريم .


ما سر تقديم يوم تبيض وجوه على يوم تسود وجوه في سورة العمران:

  لماذا قدم الله سبحانه وتعالى الذين ابيضت وجوههم على الذين أسودت وجوههم في قول الله تعالى في سورة العمران

 ﴿ يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين أسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون وأما الذين أبيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون﴾ 



لو تأملنا الأيات الكريمة سنجد أن الله سبحانه وتعالى 

 قدم الذين أبيضت وجوههم على الذين اسودت وجوهم.


وبعدها مباشرة قدم الذين اسودت وجوههم على الذين أبيضت وجوههم 

فقال سبحانه وتعالى ( فأما الذين اسودت وجوهم ..ثم أعقبها في الآية التي تليها بقوله تعالى وأما الذين أبيضت وجوههم)


سر التقديم والتأخير في القرآن الكريم:

إن التقديم والتأخير الذي حدث في سورة العمران حدث حسب القرب والبعد ؛ فمن  قدم القول فيه أن الكلام الحاصل إما أن يكون المخاطب وإما أن يكون للغائب 



والمخاطب أقرب من الغائب ؛ لذا قدم (الذين أبيضت وجوههم ) ؛ لأن الخطاب في الأية الكريمة كان خطابآ موجهآ للمؤمنين 

وهم أقرب إلي الله سبحانه وتعالى من الكافرين 

ولو تأملنا حديث رب العالمين هذا لتيقنا أن الحديث موجه للمؤمنين  

قال الله تعالى في سورة العمران (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقآ من الذين أوتوا الكتاب يردوكم على أعقابكم بعد إيمانكم كافرين)


ويستمر الخطاب للمؤمنين قال الله تعالى (وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله) 

وقال ايضا (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) 

فالخطاب في الآيات الكريمة للمؤمنين ، فبدأ الله بذكرهم فقال (يوم تبيض وجوه ....الخ) بقربهم منه.


أما (الذين اسودت وجوههم) فقد أختلفوا وتفرقوا فهم في سياق الآية الكريمة  غائبون لذا خاطبهم بضمير الغائب هم.


ألم ترى الي قول الله تعالى ( أولئك لهم عذاب عظيم)
فقد خاطبهم الله بضمير الغائب

 أما المؤمنون فأستعمل الله معهم ضمير المخاطب لقربهم.

تعليقات