أحوال متعلقات الفعل
للفعل في اللغة العربية أهمية كبيرة،وعليه تعتمد صياغة الإسلوب في التراكيب اللغوية،وعنه تصدر المعاني.
والفعل هو الذي يفيد التجدد والحدوث،ويدل على الزمن الماضي أو الحاضر أوالمستقبل.
وطبيعة الفعل أن يتقدم على الفاعل،وقد يتأخر عنه،وفي تقدمه وتأخره غاية ودلالة بلاغية مهمة.
يتعدى إلى مفعول،أو إلى أكثر من مفعول،فيسمى متعدياً،ولا يظهر أحياناً،فيسمى لازماً.
وللفعل متعلقات كثيرة،كالمفعول،والجار والمجرور،والحال،والمضاف والمضاف إليه ،والصفة،والموصوف،والظرف وغيرها.
وقد يتعرض لبعض متعلقات الفعل ،تقدّم على الفعل أو على غيره من ألفاظ الجملة،إمّا لأن ذلك أصل فيه،كتقدم الفاعل على المفعول،أو تقدّم المفعول الاول على المفعول الثاني،فيما ينصب مفعولين،وإمّا لأهمية المتقدم،كأن يكون في القوم رجل،ظالم ،قاتل ثمَّ قتل،وأردت أن تخبر الناس بقتله،فإنَّك تقول:"قتل المجرمَ فلانٌ".فتقدم المفعول على الفاعل ، لأن النّاس مهتمون بقتله هو،ولا يهمهم معرفة القاتل.
أمّا إذا كان القوم يهمهم معرفة القاتل،فأنَّك تقول:"قتل سعيدُ فلاناً"فتقدم الفاعل هنا حتماً؛لأنه موضوع اهتمام الناس،ومن الاهتمام بالمتقدم:قوله تعالى:(قل أغيرَ الله أبغي رباً وهو ربُّ كلِّ شيء)تقدم المفعول لأهميته هنا.
وقد يتقدم لإفادة التخصيص،وهي أكثر حالات التقديم شيوعاً:كقوله تعالى:(إيّاك نعبدُ وإيّاك نستعين).فقدّمت المفعول،أو تقول"بصديقي مررتُ" فخصصت صديقك بالمرور به،فقدمت الجار والمجرور،وهما من متعلقات الفعل.
وقد يتقدم المتعلق لإفادة التبرك،مثل قولك:"قرآناً قرأت".
أو يتقدم المتعلق لرعاية الفاصلة القرآنية،كما في قوله تعالى:(فأوجس في نفسه خيفةً موسى)فقدم المفعول "خيفة" على الفاعل؛ليناسب فواصل الآيات الأخرى:(قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيُّهم يُخيل إليه من سحرهم أنَّها تسعى* فاوجس في نفسه خيفةً موسى*قلنا لا تخف إنَّك أنت الأعلى)
أو يتقدم المتعلق بسبب ردّ الخطأ في التعيين-كما يسميه البلاغيون-كأن تقول(زيداً عرفتُ) لمن اعتقد أنّك عرفت شخصاً آخر،وأنّه غير زيد-فأنت تردُّ خطأه بتعيين من عرفت مقدّماً إيّاه في العبارة.
وقد يكون التقديم لضرورة الشعر،وهو كثير لا يحصره حد.
أمّا تأخير الفاعل فداعيه هو داعي تقديم المفعول.