بَراعَة المطلع او بَراعَة الاستهلال
وهي أن يقدِّم المتحدث أو الكاتب في ديباجة حديثه أو في أول موضوعه جملةً من الألفاظ والعبارات، يمهّد بها لموضوعه الأساسيّ.
ومن براعة الاستهلال سورة الفاتحة التي هي مطلع القرآن، فإنها مشتملة على جميع مقاصده .
كما روي عن الحسن قال:
أنزل الله تعالى مائة وأربعة كتب، أودع علومَها أربعةً منها: (( التوراة والإنجيل والزبور والفرقان )) ثم أودع علوم هذه الأربعة الفرقان، ثم أودع علومَ القرآن المفصلَ، ثم أودع علوم المفصل فاتحة الكتاب، فمَن علِم تفسيرها كان كمن علم تفسير جميع الكتب المنزلة.
هذا كلام الحسن البصري -رحمه الله-
قلت :
وتأمل كتاب الإمام ابن القيم رحمه الله ( مدارج السالكين في منازل اياك نعبد واياك نستعين ) فهو كتاب واحد من ثلاث مجلدات ضخمة في تفسير آية واحدة فقط من سورة الفاتحة!!!!!
وهذه السورة التي هي سورة الفاتحة هي مطلع القرآن، فوجودها في أول القرآن يعتبر من باب حسن الابتداء وبراعة الاستهلال؛ لأنها اشتملت على جميع مضامين ما سيأتي من السور بعدها، ونبه في الفاتحة على جميع مقاصد القرآن، وهذا هو الغاية في براعة الاستهلال؛ مع ما اشتملت عليه من الألفاظ الحسنة والمقاطع المستحسنة وأنواع البلاغة.