📁 آخر الأخبار

تقسيم المجاز إلى مجاز لغوي ومجاز عقلي

 تقسيم المجاز إلى مجاز لغوي ومجاز عقلي

ينقسم المجاز في الكلام إلى قسمين:

القسم الأول: المجاز اللغوي، وهو الذي يكون التجوز فيه باستعمال الألفاظ في غير معانيها اللغوية أو بالحذف منها أو بالزيادة أو غير ذلك، مثل: استعمال لفظة "الأسد" للدلالة على الإنسان الشجاع.

* واستعمال الشراء والبيع بمعنى أخذ شيء يلزم عنه ترك شيء آخر.

* واستعمال "اليد" بمعنى الإنعام، أو بمعنى القوة والسلطان.

* واستعمال "الإصبع" وإرادة الأنملة التي هي جزء من الإصبع.

* واستعمال عبارة "أراك تقدم رجلا وتؤخر أخرى" بمعنى: أراك مترددا.

* ومثل حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه، وزيادة بعض الحروف للتأكيد أو التزيين.

القسم الثاني: المجاز العقلي، وهو المجاز الذي يكون في الإسناد بين مسند ومسند إليه.

والتجوز في هذا القسم يكون في حركة الفكر بإسناد معنى من المعاني مدلول عليه بحقيقة أو مجاز إلى غير الموصوف به في اعتقاد المتكلم لملابسة ما تصحح في الذهن هذا الإسناد تجوزا، بشرط وجود قرينة صارفة عن إرادة كون الإسناد على وجه الحقيقة، مثل ما يلي:

* إسناد بناء الجسور ودوائر الحكومة ومنشآتها في الدولة إلى ملك البلاد، نظرا إلى كونه الآمر ببنائها.

* وإسناد القيام إلى ليل العابد لربه، وإسناد الصيام إلى نهاره، مع أن الإسناد الحقيقي يقتضي أن يسند القيام والصيام إلى شخص العابد.

* وإسناد حسن التأليف والتصنيف إلى قلم الكاتب، مع أن القلب لا يحسن تأليفا ولا تصنيفا، إنما يحسنهما الكاتب به البارع.

* وجعل المأكول في الرعي الغيث النازل من السماء، مع أن المأكول هو الزرع الذي نبت في الأرض بسبب الغيث.

إلى غير ذلك من أمثلة، وسيأتي إن شاء الله بيان وشرح المجاز العقلي في هذا الفصل.

البلاغة العربية للميداني رحمه الله تعالى

تعليقات