من أنواع البديع المعنوي التورية
التورية: أن يذكر المتكلم لفظا مفردا له معنيان،أحدهما قريب ظاهر غير مراد،والثاني بعيد خفي هو المراد،ومثالها قول الشاعر:
أصون أديم وجهي عن أناس
لقاء الموت عندهم الأديب
وربّ الشعر عندهم بغيض
ولو وافى به لهم حبيب.
التورية في كلمة (حبيب)،فمعناها القريب أنها عكس بغيض وهو غير مراد،لكن المراد هو المعنى البعيد وهو الشاعر العباسي أبو تمام حبيب بن أوس الطائي.
للتورية ضربان مجردة ومرشحة
-التورية المجردة: هي التي لم يذكر فيها شيء من لوازم المورّى به أو المورّى عنه. ومثالها قوله تعالى: "الرحمن على العرش استوى".التورية في استوى ،فالاستواء له معنيان :الأول هو الاستقرار في المكان وهو المعنى القريب المورى به،وهو غير مراد،والثاني الاستيلاء والملك وهو المعنى البعيد المورى عنه وهو المراد.
--التورية المرشحة: هي التي يذكر فيها شئ من لوازم المورى به أو المورى عنه،ومثالها قوله تعالى: "والسماء بنيناها بأيد".
التورية في (أيدٍ)فقد أراد بها القدرة وهي المعنى البعيد،ولكنه قرن بما يلائم أو يلازم المعنى القريب وهو الجارحة المخصوصة (اليد)وذلك في قوله تعالى"بنيناها".
ومنها قول البحتري:
ووراء تسدية الوشاح ملية
بالحسن تملح في القلوب وتعذب
التورية في (تملح )،فالمعنى القريب به هو الملوحة التي ضد العذوبة وهو غير مراد،ولكن المراد هو المعنى البعيد المورى عنه وهو الملاحة ،وقد قُرن بها مايلائمه وهو قوله (ملية الحسن).