📁 آخر الأخبار

المُحاورُ وحُسنُ الإبتداء

المُحاورُ وحُسنُ الإبتداء


 المُرادُ بحُسنِ الإبتداءِ براعةُ الإستهلالِ، وهو أنْ يفتتِحَ المتكلمُ حديثه بمعنًى من المعاني في قالَبٍ كلامِيٍّ حَسنِ الترتيب، يَلْفِتُ الأنظارَ، ويَسْترِقُّ القلوب. وتلك موهبة من الله تعالى لا تُكتسَبُ، ولا تَحصُلُ بالطلب، بل تُعطى لكامِلِ الأوصافِ النفسيةِ، الجامِعِ لجوَامِعِ الكَلِمِ، وبدائع الحِكَمِ، له عقلٌ راجح، وذِهْنٌ صافٍ، ورأيٌ سديد، ومِزاج معتدلٌ، يتخيَّرُ به من الألفاظ الرشيقةِ أحسنَها، ومن المعاني الرقيقةِ أجملَها، ويُتقنُ تأليفَها وترتيبَها.

ولنا الأسوَةُ الحسنةُ في فوَاتحِ سُوَرِ القرآن الكريم _ حرُوفَخا وآياتِها _ ففي حُسْنِ ابتدائها من البلاغةِ والفصاحة ما لا تَقْدِرُ العِبارةُ على حَصرِ معناه.


وقدِ افتتَح الحق سبحانه وتعالى الكثيرَ منَ السُّوَرِ القرآنية بحُروفٍ اِتَّسَعَ العلماءُ في تأوِيلِها اتِّساعا كبيرا، وأجمَعَ أكثرُهم على أنها أسماءٌ للسُّوَرِ، لها دَلالاتٌ عميقة لا يَعلمها إلا الله والراسخونَ في العِلم، فاللهم اجعلنا منهم.

إذن: ماذا عن فوَاتِح السُّوَرِ بغيرِ الحروفِ النورانية؟.
تعليقات