📁 آخر الأخبار

تأخّر المفعول به على الفاعل

حالات تتعلق بالمفعول به:

تأخّر المفعول به على الفاعل

 يقوم ترتيب الجملة الفعليّة بالأساس على أن يتبع الفاعل فعله، ويكون متصلاً به لأنّه جزءٌ منه، ثم يأتي بعدهما المفعول به، وقد يتقدّم المفعول به على الفاعل جوازاً، نحو قولنا: "ضرب زهيراً محمدٌ"،

 ولكن هناك ثلاث حالات يجب تقديم الفاعل على المفعول به، وهذه الحالات هي:

الشك والالتباس لاختفاء القرينة وحركات الإعراب فيهما، فلا يُعرف الفاعل من المفعول به، مثل: "علّم موسى عيسى"، أمّا إذا اختفى الالتباس ووجدت قرينة دالة على المفعول به جاز تأخير الفاعل، كقولنا: "أكل عيسى الكمثرى"، أو "أكل الكمثرى عيسى". 

أن يكون الفاعل من الضمائر المتصلة غير محصور بالفعل، كقولنا: "أكرمتُ ياسراً". 

أن يكون المفعول به محصوراً بـ "إلا" أو "إنما"، نحو: "ما أكرم سعيدٌ إلا خالداً"، أو "إنما أكرم سعيدٌ خالداً".


تقدّم المفعول به على الفاعل:

 يجوز أن يتقدّم المفعول به على الفاعل؛ بقصد الاهتمام والعناية في حال وجدت قرينة تبيّن الفاعل من المفعول به، كقولنا: "يحرس الحدودَ الجنودُ"،

ويتقدّم المفعول به على الفاعل وجوباً في الحالتين التاليتيْن:

إذا كان الفاعل محصوراً بـ "إلا" أو "إنما"، كقولنا: "ما حلّ المسألةَ إلا محمدٌ"، أو "إنما حلّ المسألةَ محمدٌ". 

إذا كان الفاعل متصلاً بضمير عائد على المفعول به، فيجب هنا تقديم المفعول به على الفاعل حتى لا يكون الضمير عائداً على متأخر باللفظ والرتبة، كقولنا: "لَبِس الثوبَ صاحبُه". 


تقدّم المفعول به على الفعل والفاعل أجاز النحاة أن يتقدّم المفعول به على الفعل والفاعل بدون شرط جوازاً، وكانت حجّتهم في ذلك أنّ المفعول به والفعل قد يأتيان اسميْن صريحيْن أو ضميريْن متصليْن، وبالتالي يسّهل معرفتهما بدون شكِ أو التباس، نحو: "عليّاً أكرمت" و"أكرمت عليّاً"،


 وقد خالف العالم يحيى بن حمزة العلوي مؤلف كتاب "الطراز لأسرار البلاغة" النحاة في هذا الرأيّ، وأقرّ بوجوب تقدّم المفعول به على الفعل والفاعل، واستشهد في رأيه بالمثال التالي: "عمروأ ضربت" فالفعل "ضرب" في هذه الجملة جاء وقوعه محصوراً في الفاعل دون المفعول به فوجب تقّديم المفعول به، أمّا إذا قيل: "ضربتُ عمرواً" فإنّ فعل الضرب كان واقعاً على المفعول به دون غيره.


 يجب تقديم المفعول به على الفعل والفاعل في الحالات التالية:

 إذا كان المفعول به ضميراً من الضمائر المنفصلة، كقول الله تعالى: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ)،[فـ "إيّا" ضمير منفصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدّم.

 إذا كان المفعول به من الأسماء التي لها الصّدارة، كأسماء الاستفهام، مثل: "أيَّ كتابٍ قرأت"، فـ "أيّ" مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة، وأسماء الشرط، مثل: "مَنْ تُكرِمْ أُكْرِم"، فـ "مَنْ" اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم. 

إذا جاء المفعول به بعد أمّا، كقوله تعالى: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ)، فـ "اليتيم" مفعول به مقدّم وهو منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

تعليقات