مِنَ المحسّنات البديعيّة المعنويّة الطَّيُّ وَالنَّشْرُ
هُوَ: أَنْ يُذْكَرَ مُتَعَدِّدٌ،ثُمَّ يُذْكَرُ ما لِكُلٍّ مِن أَفرادِهِ شائِعًا مِن غَيْرِ تَعْيِين، اعتِمادًا عَلى تَصَرُّفٍ السّامِعِ في تَمْييزِ ما لِكُلِّ واحِدٍ مِنها،وَرَدِّهِ إِلَى ماهُوَ لَهُ، وَهُوَ نَوْعان:
❇٠١إِمّا أَنْ يَكونَ النَّشْرُ فيهِ عَلَى تَرْتِيبِ الطَّيّ،نحو قَوْل اللهِ تَعَالَى:
((وَمِنْ رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)).القصص/٧٣.
فَقَد جَمَعَ بَيْنَ اللّيلِ وَالنّهار،ثُمَّ ذَكَرَ: «السُّكون لِلَّيْل،وَابتِغاءَ الرّزق لِلنّهار» عَلَى التَّرتِيب.
وَكَقَوْلِ شاعِر:
عُيونٌ وَأصداغٌ وَفَرْعٌ وَقامةٌ
وَخالٌ وَوَجناتٌ وَفرقٌ وَمرشفُ
سُيوفٌ وَرَيْحانٌ وَلَيْلٌ وَبانَةٌ
وَمِسْكٌ وَياقوتٌ وَصُبْحٌ وَقَرْقَفُ
وَكَقَوْلِ غَيْرِه:
فِعلُ المُدامِ وَلَونُها وَمَذاقُها
في مُقْلَتَيْهِ وَوَجْنَتَيْهِ وَريقِهِ
٠٢وَإِمّا أَنْ يَكونَ النَّشْرُ عَلَى خِلافِ تَرْتِيبِ الطَّيّ،كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
((فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ...)).
[الإسراء:١٢].
ذكرَ ابتغاءَ الفضل لِلثّانِي،وعلم الحساب لِلأوَّل،عَلًى خِلافِ التَّرْتِيب.
وَكَقَوْلِهِ:
وَلَحْظُهُ وَمُحَيّاهُ وَقامَتُهُ
بَدْرُ الدُّجى وَقَضيبُ البانِ وَالرَّاحِ
فَبَدْرُ الدُّجى راجِعٌ إلى «المُحَيّا»الَّذِي هُوَ الوَجْهُ،وَ«قَضيبُ البانِ»راجِعٌ إلى «القامَة»،وَالرّاحُ راجِعٌ إلى«اللَّحْظِ»؛ وَيُسَمّى(اللَّفُّ وَالنَّشْر)أَيْضًا.