من فنون البديع حسن الانتهاء
حسن الانتهاء أو التخلص -- هو الخروج والانتقال مما ابتدئ به الكلام الى الغرض المقصود ، برابطة تجعل المعاني اخذا بعضها برقاب بعض ، بحيث لا يشعر السامع بالانتقال من نسيب ، الى مدح ، او غيره ، لشدة الالتئام والانسجام .
ومثل ذلك قول الشاعر :
دعت النوى بفراقهم فتشتتوا ...وقضى الزمان بينهم فتبددوا
وقد ينتقل مما افتتح به الكلام الى الغرض المقصود مباشرة ، بدون رابطة بينهما ، ويسمى ذلك ( اقتضابا ) كقول ابي تمام :
لو راى الله أن في الشيب خيرا ..جاورته الابرار في الخلد شيبا
كل يوم تبدي صروف الليالي ..خلقا من ابي سعيد غريبا
حسن الانتهاء
وحسن الانتهاء ويقال له حسن الختام : هو أن يجعل المتكلم اخر كلامه ،عذب اللفظ ،حسن السبك ، صحيح المعنى .مشعرا بالتمام حتى تتحقق ( براعة المقطع ) بحسن الختام ؛ اذهو اخر ما يبقى منه في الاسماع وربما حفظ من بين سائر الكلام لقرب العهد به .
أي : ان يكون اخر الكلام مستعذبا حسنا ، لتبقى لذته في الاسماع مؤذنا بالانتهاء بحيث لا يبقى تشوقا الى ما وراءه كقول أبي نواس :
واني جدير اذ بلغتك بالمنى ..وأنت بما أملت فيك جدير .
فان تولني منك الجميل فأهله ...والا فاني عاذر وشكور .