📁 آخر الأخبار

مواضعِ الاستئنافِ البَيَانِيّ شِبهَ كمالِ الاتصال

مِن أروعِ مواضعِ الاستئنافِ البَيَانِيّ شِبهَ كمالِ الاتصال


على ما قيل مِن جواز قطع النعت على المدح في فاتحة الكتاب العزيز (القرآن الكريم)، فإن التقدير في قوله -تعالى- {الرحمنِ الرحيمِ)سيكون هكذا: (هو الرحمنُ الرحيمُ)، والنظر فيها من وجهين:


الأول:

إفادتُها في نفسها وبنفسها الحصرَ، بطريق التعريف في طرفَي الإسناد، فالمسند إليه: هو الضمير في قولنا (هو الرحمن الرحيم)، وقولنا (الرحمن) وقولنا (الرحيم): مسندٌ بعد مسند، وكلا المسندين (الرحمن - الرحيم) مقصورٌ على عَود الضمير (هو) وهو الله رب العالمين.


فالمعنى على إفادة قصر الرحمة بنوعيها المأخوذين من كونه -عز وجل: (رحيمَ الدنيا، ورحمنَ الآخرة) على الله -عز وجل- وحده دون سواه.

فالمعنى المأخوذ والمفهوم من قولنا (هو الرحمن الرحيم) أن الرحمة بنوعيها -أو قل: بأنواعها- على الله الكريم وجده، لا شريك له في الاتصاف بها.


أما الثانية:

ففي صورة سؤال: ما العلاقة بين الجملتين حينئذ (الحمد لله رب العالمين) و(هو الرحمن الرحيم)؟


العلاقة بينهما هي (شبه كمال الاتصال) ومعناه العلمي الاصطلاحي: على أن تكون الجملة السابقة (الحمد لله رب العالمين) عند قراءتها أو عند سماعها، قد أثارت سؤالا في ذهن القارئ أو السامع تقديره: وما السبب في استحقاقه -عز وجل- وحدَه دون سواه: الحمدَ المُطلق المخبَرَ به في قوله -تعالى- (الحمد لله رب العالمين)؟


فكانت الجملة التي جاءت بعدها (هو الرحمن الرحيم) بمثابة الإجابة على هذا السؤال العظيم.


ولَعَمري إنها لَإجابةٌ لا يُجيبها إلا الحكيم الخبير، فواللهِ إنَّ أجَلَّ نعمةٍ يستحق المولى -جل في علاه- أن يُحمَد عليها لَهي الرحمة، تلك الرحمة الواسعة، التي وسِعَت كلَّ شيء، رحمة العاصي قبل المطيع، يرحمه ربنا -الرحمن الرحيم- بالإمهال عسى أن يرجع ويَئُوب.


ومِن هنا يجب أن نستحضر هذا المعنى كلما قرأنا هذا الموضع من فاتحة كتابِ ربنا العزيز، كأننا نقول: الحمد لله رب العالمين الذي وجب الحد له لأنه الرحمن الرحيم، رحمَتُه -تعالى- لا يرحمها أحد سواه.


. الحمد لله الحمد لله الحمد لله


. الحمد لله ربِّنا حتى يَرضى ربُّنا ويتوب

تعليقات