المشاكلة محسن بديعي معنوي
المشاكلة هي المشابهة والمماثلة ، ويعرفها البلاغيون بأنها : ذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته تحقيقا أو تقديرا .
أنواع المشاكلة
١/ مشاكلة تحقيقية : وتعنى اللفظ الموجود في الكلام محققا عيانا بيانا مثل :
قول الله تعالى : " فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم "
سمي الجزاء على العدوان اعتداء من باب المشاكلة ؛ فلفظ " فاعتدوا عليه " أي : عاقبوه بالقصاص لا بالعدوان ، وقد وقع في صحبة اللفظ الأول " فمن اعتدى عليكم ..."
ولعل الدارس للمجاز المرسل الذي علاقته السببية ، وللجناس الذي يغاير لفظه الأول لفظه الثاني في المعنى ، لعله يستطيع الوصول إلى هذا النوع من المحسنات المعنوية .
ولذا يقال : يجوز اجتماع المشاكلة مع الجناس واجتماعها أيضا مع الطباق .
٢/ مشاكلة تقديرية : وهي أن يفهم اللفظ المحذوف من الكلام مثل قولنا :
بنيت الجار قبل المنزل ، والتقدير : بنيت الجار قبل بناء المنزل ، ولا يخفى أن بناء الأول معنوي وبناء الثاني حسي ، ومن هنا كانت المشاكلة .