📁 آخر الأخبار

الاقتضاب فى البلاغة

الاقتضاب

اذا لم يراع المتكلم التناسب والتلاؤم في انتقاله سمي ذلك اقتضابا وهو مذهب الجاهليين ومن يليهم من المخضرمين اذا كانوا لا يحسنون التخلص بل ينتقلون من غرض لآخر بقولهم "دع ذا"او "عد عنه" او "عد عما ترى" ونحوه كقول زهير


فعد عما ترى اذا فات مطلبه 

أمسى بذاك غراب البين قد نعقا 


فقد انتقل من الغزل الذي كان كبدايه للقصيده إلى غرضه المقصود بقوله عد عما ترى فلم يحسن التخلص

وهذا لا يعني أنهم لا يراعون التناسب في انتقالهم ولا يحسنون التخلص فزهير نفسه الذي لم يحسن التخلص في البيت السابق نراه يحسنه في قوله


إن البخيل ملوم حيث كان ول كن الجود على علاته هرم


بل وان من المتأخرين من كان يسلك مسلك القدماء في الاقتضاب كما في قول أبي تمام 


لورأى الله أن في الشيب خيرا

جاورته الأبرار في الخلد شيبا

كل يوم تبدي صروف الليالي

خلقا من أبي سعيد غريبا


فقد انتقل إلى مدح أبي سعيد انتقالا مقتضبا بلا تخلص حسن

ومن الاقتضاب ما يكون قريبا من التخلص كقول القائل بعد حمد الله تعالى والثناء عليه أما بعد كما نسمعه في الخطب والمواعظ 

 او كلفظ هذا كما في قوله تعالى (هذا ذكر وإن للمتقين لحسن مئاب)


ومنه قول الكاتب عند الانتقال من موضوع لآخر  

يقول هذا باب او هذا فصل.

تعليقات