التّوريّة في أسماء مصنفات المعرّيّ
التورية في البلاغة العربية هي أن يأتي المتكلم بلفظة لها معنيان : معنى قريب يفهمه السّامع ولا يقصده المتكلم ومعنى بعيد يقصده المتكلم ولا يفهمه السّامع .
لقد شرح الشاعر أبو العلاء المعريّ ت 449 هجري صاحب ديوان (اللزوميات) و ديوان (سقط الزّند ) شرح دواوين بعض الشعراء و استخدم التورية في عناوين هذه الكتب .... فألّف ( ذكرى حبيب) ،و(عبث الوليد) ، و(معجز أحمد )
أما (ذكرى حبيب) فهو شرح ديوان أبي تمام " حبيب بن أوس .
أما (عبث الوليد ) فهو شرح ديوان البحتري " الوليد بن عباد" ويبدو أنه لم يعجب المعرّي فأطلق عليه عبث الوليد .
و أمّا ( معجز أحمد ) فهو شرح ديوان أبي الطيب المتنبي " أحمد بن الحسين " والمتنبي توفي سنة 354هجري أي قبل ولادة المعرّيّ لكن المعرّيّ كان شديد الإعجاب به حتّى أنّه قال كأنّ المتنبي رآني في الغيب وكان يقصدني بقوله "
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي
وأسمعَت كلماتي من به صممُ.
لأن المعرّيّ كان أعمى ، وللمعريّ قصة رائعة مع الشريف المرتضى الذي كان يذم المتنبي ،ذكرنها في منشور سابق .
ولشدة إعجاب المعري بالمتنبي أطلق على شرح ديوانه (معجز أحمد ) .