تمايز أهمية متعلقات الفعل في إطار الرتبة
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ، كما هو الحال في هذين التركيبين اللذين يتمايزان من حيث أهمية المتعلقات في إطار الرتبة نظرا لاختلاف منزلة المعنى بين أجزاء التراكيب.
نقول : رأى زيد القمر بدرا .
ونقول :رأى زيد بدرا القمر .
والجملة الأولى هي الأصل ،حيث يتقدم المفعول به على الحال نحو الفعل المبني عليه بحسب الأهمية وقوة العلاقة المعنوية والأصالة في التقدم ،لأن المفعول به مبتدأ في الأصل،وهذا التقديم عند من يهمه صاحب الحال وهو المرئي ،وهذا يعطيه الأولوية في المنزلة والمكانة ،كما أن المفعول به أهم للفعل من الحال ،فالجملة تقوم بدون الحال ولكنها لا تقوم بدون المفعول به ، أما الجملة الثانية فهي عدول عن الأصل،حيث يتقدم الحال على المفعول به نحو الفعل المبني عليه بحسب الأهمية المعنوية عند من يهمه كيفية رؤية زيد للقمر ،فالإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ،والمتقدم في المنزلة والمكانة متقدم في الموقع،والمتأخر في المنزلة والمكانة متأخر في الموقع كذلك.
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتثقف لغويا ويتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ، وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز معنى التراكيب ونظمها وإعرابها ،وباختصار:الإنسان يتحدث تحت رعاية الاهمية المعنوية وعلامات المنزلة والمكانة المانعة من اللبس.