آفات البلاغة
آفات البلاغة آفات البلاغة
قال محمد بن منصور كاتبُ إبراهيم، وكان شاعراً راوياً وطالباً للنحو عَلامة، قال سمعتُ أبا دُواد " بن جرير الإيادي " ، وجَرى شيء من ذِكْر الخُطَب وتَمْييز الكلام، فقال:
تَلْخيصُ المَعاني رِفق، والاستعانة بالغَريب عَجْز، والتَّشادُق في غير أهل البادية نَقْص، والنَّظر في عُيون الناس عِيّ، ومَسُ اللِّحية هَلَع، والخُروج عما بُني عليه الكلام إسْهاب.
قال:
وسمعتهُ يقول:
رَأْسُ الخَطابة الطبْع، وعَمُودها الدربة، " وجناحاها رواية الكلام " ، وحَلْيُها الِإعراب، وبَهاؤها تخيّر اللَفظ، والمَحبَّة مَقرونة بقلّة الاستكراه. وأنشدني بيتاً في خُطباء إياد:
يَرْمُون بالخُطب الطِّوال وتارةً
***
وَحْي المَلاَحظ خِيفَةَ الرُّقباءِ
وقال ابن الأعرابيّ:
قلتُ للفَضْل:
ما الايجاز عندك؟ قال:
حَذْف الفُضول، وتَقْريب البَعيد.
وتكلم ابن السمَّاك يوماً وجارية له تَسمعِ " كلامه " ،، فلما دخل " إليها " قال لها:
كيف سمعتِ كلامي؟ " قالت:
ما أَحسنه! لولا أنك تُكْثِر ترْدادَه! قال:
أرِدده حتى يَفهمه، مَن لم يفهمه " ؛ قالت:
إلى أن تًفَهِّمه من لم يَفْهمه يكون " قد " مَلَّه من فَهمِه.
آفات البلاغة آفات البلاغة
۞۞۞۞۞۞۞۞
كتاب الياقوتة في العلم والأدب ﴿ 21 ﴾
۞۞۞۞۞۞۞۞
آفات البلاغة آفات البلاغة