وفود أبي عثمان المازني على الواثق
وفود أبي عثمان المازني على الواثق
أبو عثمان بكر بن محمد قال:
وفدت على الواثق، فلما دخلت وسلمت قال:
هل خليت وراءك أحداً يهمك أمره؟ قلت:
أخية لي ربيتها فكأنها بنتي؛ قال:
ليس شعري! ما قالت حين فارقتها؟ قلت:
أنشدتني قول الأعشى:
تقول ابنتي يوم جد الرحيل
***
أرانا سواء ومن قد يتم
أبانا فلا رمت من عندنا
***
فإنا نخاف بأن تخترم
أرانا إذا أضمرتك البلا
***
د نجفى وتقطع منا الرحم
قال:
ليت شعري! ما قلت لها؟ قال:
أنشدتها أمير المؤمنين قول جرير:
ثقي بالله ليس له شريك
***
ومن عنده الخليفة بالنجاح
قال:
أتاك النجاح، وأمر له بعشرة آلاف درهم. ثم قال:
حدثني حديثاً ترويه عن أبي مهدية مستظرفاً؛ قلت:
يا أمير المؤمنين، حدثني الأصمعي قال:
قال لي أبو مهدية:
بلغني أن الأعراب والأعزاب سواء في الهجاء؛ قلت:
نعم؛ قال:
فاقرأ:
الأعراب أشد كفراً ونفاقاً ولا تقرأ الأعراب، ولا يغرنك العزب وإن صام وصلى. فضحك الواثق حتى شغر رجله، وقال:
لقد لقي أبو مهدية من العزبة شراً، وأمر له بخمسمائة دينار.
وفود أبي عثمان المازني على الواثق
۞۞۞۞۞۞۞۞
كتاب الجمانة في الوفود ﴿ 23 ﴾
۞۞۞۞۞۞۞۞
وفود أبي عثمان المازني على الواثق