📁 آخر الأخبار

صفة الحرب صفة الحرب

 

صفة الحرب صفة الحرب

صفة الحرب صفة الحرب


الحرب رحى ثقالها الصبر، وقطبها المكر، ومدارها الاجتهاد، وثقافها الأناة، وزمامها الحذر، ولكل شيء من هذه ثمرة، فثمرة الصبر التأييد، وثمرة المكر الظفر، وثمرة الاجتهاد والتوفيق، وثمرة الأناة اليمن، وثمرة الحذر السلامة. ولكل مقام مقال، ولكل زمان رجال، والحرب بين الناس سجال، والرأي فيها أبلغ من القتال.

قال عمرو بن الخطاب رضي الله عنه لعمرو بن معد يكرب:

 صف لنا الحرب، قال:

 مرة المذاق، إذا كشفت عن ساق، من صبر فيها عرف، ومن نكل عنها تلف ثم أنشأ يقول:


الحرب أول ما تكون فتية

***

 تسعى بزينتها لكل جهول

حتى إذا حميت وشب ضرامها

***

 عادت عجوزاً ذات خليل

شمطاء جزت رأسها وتنكرت

***

 مكروهة للثم والتقبيل

وقيل لعنترة الفوارس:

 صف لنا الحرب. فقال:

 أولها شكوى، وأوسطها نجوى، وآخرها بلوى.

وقال الكميت:


والناس في الحرب شتى وهي مقبلة

***

 ويستوون إذا ما أدبر القبل

كل بأمسيها طب مولية

***

 والعاملون بذي غدويها قلل

وقال نصر بن سياد صاحب خراسان يصف الحرب ومبتدا أمرها:


أرى خلل الرماد جمر

***

 فيوشك أن يكون له ضرام

فإذا النار بالعودين تذكى

***

 وإن الحرب أولها الكلام

فإن لم يطفها عقلاء قوم

***

 يكون وقودها جثث وهام

فقلت من التعجب ليت شعري

***

 أأيقاظ أمية أم نيام

وفي حكمة سليمان بن داود عليهما السلام:

 الشر حلو أوله:

 مر آخره.

والعرب تقول:

 الحرب غشوم، لأنها تنال غير الجاني وقال حبيب:


والحرب تركب رأسها في مشهد

***

 عدل السفيه به بألف حليم

في ساعة لو أن لقماناً بها

***

 وهو الحكيم لكان غير حكيم

وقال أكثم بن صيفي حكيم العرب:

 لا حلم لمن لا سفيه له.

ونحو هذا قول الأحنف بن قيس:

 ما قل سفهاء قوم قط إلا ذلوا.

وقال:

 لأن يطيعني سفهاء قومي، أحب إلي من أن يطيعني حلماؤهم.

وقال:

 أكرموا سفهاءكم، فإنهم يكفونكم النار والعار.

وقال النابغة الجعدي:


ولا خير في حلم إذا لم تكن له

***

 بوادر تحمي صفوه أن يكدرا

وأنشد هذا الشعر للنبي صلى الله عليه وسلم، فلما انتهى إلى هذا البيت، قال له النبي صلى الله عليه وسلم:

 لا يفضض الله فاك. فعاش ثلاثين ومائة سنة لم تسقط له ثنية.

وقال النابغة الذبياني يصف الحرب:


تبدو كواكبه والشمس طالعة

***

 لا النور نور ولا الإظلام إظلام

يريد بقوله:

 " تبدو كواكبه والشمس طالعة " شدة الهول والكرب، كما تقول العامة:

 أريته النجوم وسط النهار.

قال الفرزدق:

 " أريك نجوم الليل والشمس حية " وقال طرفة بن العبد:

 " وتريك النجم يجري بالظهر " وإليه ذهب جرير في قوله:


والشمس طالعة ليست بكاسفة

***

 تبكي عليك نجوم الليل والقمرا

يقول:

 الشمس طالعة وليست بكاسفة نجوم الليل، لشدة الغم والكرب الذي فيه الناس.

ومن قولنا في صفة الحرب:


ومغبر السماء إذا تجلى

***

 يغادر أرضه كالأرجوان

سموت له سمو النقع فيه

***

 بكل مذلق سلب السنان

وكل مشطب المتنين صاف

***

 كلون الملح منصلت يماني

كأن نهاره ظلماء ليل

***

 كواكبه من السمر اللذان

وفي صفة المعترك:


ومعترك تهز به المنايا

***

 ذكور الهند في أيدي ذكور

لوامع يبصر الأعمى سناها

***

 ويعمي دونها طرف البصير

وخافقة الذرائب قد أنافت

***

 على حمراء ذات شباً طرير

تحوم حولها عقبان موت

***

 تخطفت القلوب من الصدور

بيوم راح في سربال ليل

***

 فما عرف الأصيل من البكور

وعين الشمس ترنو في قتام

***

 رنو البكر من بين الستور

فكم قصرت من عمر طويل

***

 به وأطلت من عمر قصير

صفة الحرب صفة الحرب


۞۞۞۞۞۞۞۞

 كتاب الفريدة في الحروب ومد

ار أمرها ﴿ 2 ﴾ 

۞۞۞۞۞۞۞۞

صفة الحرب صفة الحرب



تعليقات