سودد الرجل بنفسه سودد الرجل بنفسه
سودد الرجل بنفسه سودد الرجل بنفسه
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
مَن أسْرع به عَمَلُه لم يُبْطِىء به حَسَبُه، ومَن أَبطأ به عملُه لم يسرع به حسبه وقال قس بن ساعدة:
من فاته حسب نفسه لم ينفعه حسب أبيه.
وقالوا:
إنما الناس بأبدانهم.
وقال الشاعر:
نفس عصام سودت عصاماً
***
وعلمته الكر والإقداما
وقال عبد الله بن معاوية:
لسنا وإن كرمت أوائلنا
***
يوماً على الأحساب نتكل
نبني كما كانت أوائلنا
***
تبني ونفعل مثل ما فعلوا
وقال قس بن ساعدة:
لأقضين بين العرب بقضية لم يقض بها أحدٌ قبلي، ولا يردها أحدٌ بعدي، أيما رجل رمى رجلاً بملامة دونها كرم فلا لوم عليه، وأيما رجلٌ أدعى كرماً دونه لؤم فلا كرم له.
وقالت عائشة رضي الله عنها:
كل كرم دونه لؤم فاللؤم أولى به، وكل لوم دونه كرم فالكرم أولى به.
تريد أن أولى الأمور بالإنسان خصال نفسه، فإن كان كريماً وآباؤه لئام لم يضره ذلك، وإن كان لئيماً وآباؤه كرامٌ لم ينفعه ذلك.
وإني وإن كنت ابن سيد عامرٍ
***
وفارسها المشهور في كل موكب
فما سودتني عامرٌ عن وراثةٍ
***
أبى الله أن أسمو بجدٍ ولا أب
ولكنني أحمي حماها وأتقي
***
أذاها وأرمي من رماها بمنكبي
وتكلم رجل عند عبد الملك بن مروان بكلام ذهب فيه كل مذهب، فأعجب عبد الملك ما سمع من كلامه، فقل له:
ابن من أنت؟ قال:
أنا ابن نفسي يا أمير المؤمنين التي بها توصلت إليك، قال:
صدقت.
فأخذ الشاعر هذا المعنى، فقال:
ما لي عقلي وهمتي حسبي
***
ما أنا مولى ولا أنا عربي
إذا انتمى منتم إلى أحد فإنني منتمٍ إلى أدبي، وقال بعض المحدثين:
رأيت رجال بني دالقٍ
***
ملوكاً بفضل تجاراتهم
وبربرنا عند حيطانهم
***
يخوضون في ذكر أمواتهم
وما الناس إلا بأبدانهم
***
وأحسابهم في حر اماتهم
سودد الرجل بنفسه سودد الرجل بنفسه
۞۞۞۞۞۞۞۞
كتاب الياقوتة في العلم والأدب ﴿ 25 ﴾
۞۞۞۞۞۞۞۞
سودد الرجل بنفسه سودد الرجل بنفسه