📁 آخر الأخبار

 

الجود مع الإقلال

الجود مع الإقلال


قال الله تبارك وتعالى فيما حكاه عن الأنصار:

 " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون " .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم:

 أفضل العطية ما كان من معسر إلى معسر.

وقال عليه الصلاة والسلام:

 أفضل العطية جهد المقل.

وقالت الحكماء:

 القليل من القليل أحمد من الكثير من الكثير.

أخذ هذا المعنى حبيب فنظمه في أبيات كتب بها إلى الحسن بن وهب الكاتب وأهدى إليه قلماً:


قد بعثنا إليك أكرمك الل

***

 ه بشيء فكن له ذا قبول

لا تقسه إلى ندى كفك الغم

***

 ر ولا نيلك الكثير الجزيل

واستجز قلة الهدية مني

***

 إن جهد المقل غير قليل

وقالوا:

 جهد المقل أفضل من غنى المكثر.

وقال صريع الغواني:


ليس السماح لمكثر في قومه

***

 لكن لمقتر قومه المتحمد

وقال أبو هريرة:

 ما وددت أن أحداً ولدتني أمه إلا أم جعفر بن أبي طالب عليه السلام، تبعته ذات يوم وأنا جائع، فلما بلغ الباب التفت فرآني فقال لي:

 أدخل، فدخلت. ففكر حيناً فما وجد في بيته إلا نحيا كان فيه سمن مر، فأنزله من رف لهم، فشقه بين أيدينا، فجعلنا نلعق ما كان فيه من السمن والرب، وهو يقول:


ما كلف الله نفساً فوق طاقتها

***

 ولا تجود يد إلا بما تجد

وقيل لبعض الحكماء:

 من أجود الناس؟ قال:

 من جاد من قلة، وصان وجه السائل عن المذلة.

وقال حماد عجرد:


أروق بخير تؤمل للجزيل فما

***

 ترجى الثمار إذا لم يورق العود

إن الكريم ليخفي عنك عسرته

***

 حتى تراه غنياً وهو مجهود

وللبخيل على أمواله علل

***

 زرق العيون عليها أوجه سود

بث النوال ولا نمنعك قلته

***

 فكل ما سد فقراً فهو محمود

وقال حاتم:


أضاحك ضيفي قبل إنزال رحله

***

 ويخصب عندي والمحل جديب

وما الخصب للأضياف أن يكثر القرى

***

 ولكنما وجه الكريم خصيب

وقال عبد الملك بن مروان:

 ما كنت أحب أن أحداً ولدني من العرب إلا عروة بن الورد لقوله:


أتهزأ مني أن سمنت وأن ترى

***

 بجسمي مس الجوع والجوع جاهد

لأني أمرؤ عافي إنائي شركة

***

 وأنت أمرؤ عافى أنائك واحد

أقسم جسمي في جسوم كثيرة

***

 وأحسو قراح الماء بارد

ومن أحسن ما قيل في الجود والإقلال، قول أبي تمام حبيب:


فلو لم يكن في كفه غير روحه

***

 لجاد بها فليتق الله سائله

ومن أفرط ما قيل في الجود، قول بكر بن النطاح:


أقول لمرتاد الندى عند مالك

***

 تمسك بجدوى مالك وصلاته

فتى جعل الدنيا وقاء لعرضه

***

 فأسدى بها المعروف قبل عداته

فلو خذلت أمواله جود كفه

***

 لقاسم من يرجوه شطر حياته

وإن لم يجز في العمر قسم لمالك

***

 وجاز له أعطاه من حسناته

وجاد بها من غير كفر بربه

***

 وأشركه في صومه وصلاته

وقال آخر في هذا المعنى وأحسن:


ملأت يدي من الدنيا مراراً

***

 وما طمع العواذل في اقتصادي

ولا وجبت علي زكاة مال

***

 وهل تجب الزكاة على الجواد

الجود مع الإقلال


۞۞۞۞۞۞۞۞

 كتاب الزبرجدة في الأجواد والأصفاد ﴿ 4 ﴾ 

۞۞۞۞۞۞۞۞

الجود مع الإقلال


تعليقات