📁 آخر الأخبار

 

الثقلاء

۞۞۞۞۞۞۞


قالت عائشةُ أم المؤمنين رضي الله عنها:

 نزلتْ آيةٌ في الثُّقلاء:

 " فإذا طَعمتُمْ فِانْتَشرًوا ولا مًسْتَأْنِسِين لِحَديث " .

وقال الشعبي:

 مَن فاتَتْه رَكْعتا الفَجْر فَلْيلعن الثقلاء.

وقيل لجالينوس:

 بِمَ صار الرجلُ الثقيلُ أثقلَ من الْحِمْل الثقيل؟ فقال:

 لأنّ الرجلَ الثقيل إنما ثِقَلُه على القَلْب دون الجَوارح. والحِمْل الثَّقيل يَسْتَعِين فيه المرء بالجَوَارح.

وقال سَهْل بن هارون:

 من ثَقل عليك بنَفْسه، وغمك بسُؤاله، فأَعِرْه أُذناً صَمَّاء، وعيناً عمياء.

وكان أبو هُرَيرة إِذا استثَقل رجلاً، قال:

 اللهم اغْفِر له وأرِحْنا منه.

وكان الأعمشُ إِذا حَضر مَجلسه ثقيلٌ يقول:


فما الفِيلُ تَحْمِلُه مَيِّتاً

***

 بأثقلَ من بَعْض جُلاسِنَا

وقال أبو حَنِيفة للأعمش، وأتاه عائِداً في مرضه:

 لَوْلا أن أثْقُل عليك أبا محمَد لعُدْتك واللّهِ في كلّ يوم مَرّتين، فقال له الأعمش:

 والله يا بن أخي، أنتَ ثَقِيل عليّ وأنتَ في بَيْتك، فكيف لو جئتني في كلّ يوم مَرَّتين.

وذكر رجلٌ ثقيلاً كان يَجْلِس إليه، فقال:

 واللّه إِني لُأبْغِضُ شِقِّي الذي يليه إذا جَلس إلِيّ.

ونقَشَ رجل على خاتَمه:

 أَبْرَمْتَ فَقُم. فكان إذا جَلس إليه ثقيلٌ ناوَله إِيَّاه وقال:

 اقرأ ما على هذا الخاتم.

وكان حَمّاد بن سَلمة إذا رأى من يَستَثقله قال:

 " رَبَّنَا اكشفْ عَنَا العَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنونَ " .

وقال بشّار العُقَيليّ في ثَقِيل يُكنى أبا عِمْران:


رُبمَّا يَثْقُل الجَلِيسُ وإنْ كا

***

 نَ حنيفاً في كِفّة الميزانِ

ولقد قلتُ إذْ أطل عَلَى القَوْ

***

 م ثَقِيل يُرْبي عَلَى ثَهْلان

كيفَ لا تَحْمِل الأمانَةَ أُرْض

***

 حَمَلَتْ فوقَها أبا عُمْران

ولآخر:


أنتَ يا هذا ثَقِيلُ

***

 وثقيل وثقيل

أنتَ في المَنْظَر إنْسا

***

 ن وفي الميزان فيل

وقال الحَسَن بن هانئ في رجل ثَقِيل:


ثَقِيل يُطَالِعُنا من أمَمْ

***

 إذا سره رغم أنفي ألم

أقوله له إذا بَدَا لا بَدَا

***

 ولا حملته إلينا قدم

فَقدتُ خيالَك لا مِن عَمىٍ

***

 وصوت كلامك لا من صمم

وله فيه:


وما أظنَ القِلاَصَ مُنْجِيتي

***

 منك ولا الفلك أيها الرجل

ولو رَكِبْت البرَاق أدْرَكني

***

 منك على نَأي دَارِك الثَقَل

هل لك فيما ملكته هِبةً

***

 تَاخذه جُمْلة وتَرْتَحِل

وله فيه:


يا مَن على الجُلاس كالفَتْق

***

 كلامُك التًخْديش في الحَلْق

هل لك في مالي وما قد حَوَت

***

 يَدَاي من جِلٍّ ومن دق

تَأخُذه منّي كذا فِدْيةً

***

 واذْهب ففي البُعد وفي السحْق

وله فيه:


ألا يا جبل المَقْت ال

***

 ذي أرسىَ فما يَبْرحْ

لقد أكثرتُ تَفكِيري

***

 فما أدْرِي لما تَصْلُحْ

فما تصلح أنْ تُهْجَىَ

***

 ولا تَصلحُ أن تُمْدَح

أَهْدى رجلٌ من الثُقلاء إلى رجل من الظُرفاء جَمَلاَ، ثم نزَل عليه حتى أبْرمه، فقال فيه:


يا مبرماً أهدى جَمَلْ

***

 خُذْ وانصرف ألفيْ جَمَل

قالَ وما أوْقارُها

***

 قلتُ زَبِيبٌ وعَسَلْ

قال ومَن يَقُودها

***

 قلتُ له ألْفَا رَجُل

قال ومَن يَسُوقها

***

 قلتُ له ألْفَا بَطَل

قال وما لِباسُهم

***

 قلتُ حُلِيً وحُلَل

قال وما سِلاحُهم

***

 قلتُ سُيوف وأَسَل

قال عَبِيد لي إذن

***

 قلتُ نَعم ثم خَوَل

قال بهذا فاكتُبوا

***

 إذن عليكم لي سِجل

قلت له ألْفي سِجل

***

 فاضمَنْ لنا أن تَرْتَحل

قال وقد أضجرتُكم

***

 قلتُ أَجَل ثم أَجل

قال وقد أبرَمتُكم

***

 قلتُ له الأمر جَلَل

قال وقد أثقلتكم

***

 قلتُ له فوق الثَقل

قال فإني راحلٌ

***

 قلتُ العَجَلِ ثم العَجَل

يا كوكبَ الشُؤم ومَن

***

 أرْبَى على نحْس زُحَل

يا جبلاً مِن جَبَلٍ

***

 في جَبَلٍ فوق جبَل

وقال الحَمْدوني في رجل بَغِيض مَقِيت:


أيابن البَغِيضة وابن البَغِيضِ

***

 ومَن هو في البُغض لا يُلْحَق

سألتًك بالله إلا صَدَقْت

***

 وعِلْمي بأنكَ لا تَصدق

أتبغضُ نَفسك مِن بُغضها

***

 وإلا فأنتَ إذن أحْمَقُ

وله فيه:


في حمير الناس إن كُن

***

 تَ من الناس تُعَدُّ

ولقد أُنبئت:

 إبلي

***

 س إذا راك يَصُد

ولحبيب الطائي في مثله، أي في رجل مَقِيت:


يا مَن تَبَرَّمت الدنيا بطَلعته

***

 كما تَبَرَّمت الأجفان بالرَّمدِ

يَمشي على الأرض مختالا فأَحْسِبه

***

 لبُغْض طَلعته يَمشي على كَبِدي

لو أنّ في الأرض جُزءاً من سَماجتِه

***

 لم يَقْدَم الموْتُ إشفاقاً على أحد

وللحسن بن هانئ في الفضل الرًقاشيّ:


رأيتُ الرقاشيِّ في مَوْضِع

***

 وكان إليَّ بغيضاً مقيتا

فقال اقترِح بعض ما تَشْتَهِي

***

 فقلتُ اقترحتُ عليك السُّكوتا

وأنشد الشَعبيُّ:


إنّي بُلِيتُ بمَعشر

***

 نَوْكَى أخفهمُ ثقيلْ

بُلْهٌ إذَا جالستهُم

***

 صَدِئَتْ لقُرْبهمُ العُقول

لا يُفْهموني قولهم

***

 ويَدِقُّ عنهم ما أقول

فَهُمُ كثِيرٌ بي كما

***

 أنيِّ بقُرْبهم قليل

وقال العُتْبيّ:

 كتب الكِسائيّ إلى الرّقاشي:


شَكَوْتَ إلينا مَجَانينَكم

***

 وأشْكُو إليك مَجَانيننا

وأنشأتَ تَذْكر قُذّاركم

***

 فأنتِنْ وأَقْذِرْ بمَنْ عِنْدنا

فلَوْلا السَّلامة كُنًا كَهُم

***

 ولوْلا البَلاء لكانوا كَنَا

وقال حبيب الطائي:


وصاحبٍ لي مَلِلت صُحبَته

***

 أفقَدَني اللهّ شَخْصَه عَجِلاَ

سَرَقْتًُ سِكِّينه وخاتَمه

***

 أقطع ما بيننا فما فَعلا

وقال حبيب:


يا مَن لهُ في وَجْهه إذ بَدَا

***

 كنُوز قارُون من البُغْض

لو فر شيء قطٌّ مِن شكله

***

 فرَّ إذاً بعضك من بَعْض

كوْنُك في صُلْبِ أبينا، الّذِي

***

 أهبطنا جمعاً إلى الأرْض

وقال أبو حاتم:


وأنشدني أبو زَيْد الأنصاريّ النًحوي صاحبُ النَّوادر:


وَجْهُ يحيى يدْعو إلى البَصْق فيه

***

 غير أنِّي أَصون عنه بُصاقي

قال أبو حاتم:

 وأنشدني العُتبيّ:


له وَجْه يَحلّ البَصقُ فيه

***

 ويَحْرُم أن يُلقَّى بالتَّحيَّة

قال وأنشدني:


قميصُ أبي أميِّة ما عَلِمتم

***

 وأوْسَخُ منه جِلْدُ أبي أُمَيَّه


۞۞۞۞۞۞۞۞

 كتاب الياقوتة في العلم والأدب ﴿ 29 ﴾ 

۞۞۞۞۞۞۞۞


تعليقات