قولهم في الملك وجلسائه ووزرائه
قولهم في الملك وجلسائه ووزرائه
قالت الحكماء لا ينفع الملك إلا بوزرائه وأعوانه، ولا ينفع الوزراء والأعوان إلا بالمودة والنصيحة، ولا تنفع المودة والنصيحة إلا مع الرأي والعفاف. ثم على الملوك بعد ذلك ألا يتركوا محسناً ولا مسيئاً ما دون جزاء؛ فإنهم إذا تركوا ذلك تهاون المحسن، واجترأ المسيء، وفسد الأمر، وبطل العمل.
وقال الأحنف بن قيس. من فسدت بطانته كان كمن غص بالماء، ومن غص بالماء فلا مساغ له، ومن خانه ثقاته فقد أتي من مأمنه.
قلبي إلى ما ضرني داعي
***
يكثر أحزاني وأوجاعي
كيف احتراسي من عدوي إذا
***
كان عدوي بين أضلاعي
وقال آخر:
كنت من كربتي أفر إليهم
***
فهم كربتي فأين الفرار
وأول من سبق إلى هذا المعنى عدي بن زيد في قوله للنعمان بن المنذر:
لو بغير الماء حلقي شرق
***
كنت كالغصان بالماء اعتصاري
وقال آخر:
إلى الماء يسعى من يغص بريقه
***
فقل أين يسعى من يغص بماء
وقال عمرو بن العاص:
لا سلطان إلا بالرجال، ولا رجال إلا بمال، ولا مال إلا بعمارة، ولا عمارة إلا بعدل.
وقالوا:
إنما السلطان بأصحابه كالبحر بأمواجه.
وقالوا:
ليس شيء أضر بالسلطان من صاحب يحسن القول، ولا يحسن الفعل. و لا خير في القول إلا مع الفعل، ولا في المال إلا مع الجود، ولا في الصدق إلا مع الوفاء، ولا في الفقه إلا مع الورع، ولا في الصدقة إلا مع حسن النية، ولا في الحياة إلا مع الصحة.
وقالوا:
إن السلطان إذا كان صالحاً ووزراؤه وزراء سواء امتنع خيره من الناس، ولم ينتفع منه بمنفعة، وشبهوا ذلك بالماء الصافي يكون فيه التمساح، فلا يستطيع أحد أن يدخله، وإن كان محتاجا إليه.
قولهم في الملك وجلسائه ووزرائه
۞۞۞۞۞۞۞۞
كتاب اللؤلؤة في السلطان
﴿ 8 ﴾
۞۞۞۞۞۞۞۞
قولهم في الملك وجلسائه ووزرائه