الوفود على عمر بن عبد العزيز
الوفود على عمر بن عبد العزيز
وفود جرير
عن أهل الحجاز على عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه
قدم جرير بن الخطفي، على عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، عن أهل الحجاز فاستأذنه في الشعر، فقال:
ما لي وللشعر يا جرير؟ إني لفي شغل عنه؛ قال:
يا أمير المؤمنين، إنها رسالة عن أهل الحجاز؛ قال:
فهاتها إذاً؛ فقال:
كم من ضرير أمير المؤمنين لدى
***
أهل الحجاز دهاه البؤس والضرر
أصابت السنة الشهباء ما ملكت
***
يمينه فحناه الجهد والكبر
ومن قطيع الحشا عاشت مخبأة
***
ما كانت الشمس تلقاها ولا القمر
لما اجتلتها صروف الدهر كارهة
***
قامت تنادي بأعلى الصوت يا عمر
وفود دكين الراجز
على عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه
قال دكين بن رجاء الفقيمي الراجز:
مدحت عمر بن عبد العزيز، وهو والي المدينة، فأمر لي بخمس عشرة ناقة كرائم صعاباً، فكرهت أن أرمي بها الفجاج فتنشر علي، ولم تطب نفسي ببيعها، فقدمت علينا رفقة من مضر، فسألتهم الصحبة، فقالوا:
إن خرجت الليلة؛ فقلت:
إني لم أودع الأمير ولا بد من وداعه؛ قالوا:
فإن الأمير لا يحجب عن طارق ليل؛ فاستأذنت عليه، فأذن لي وعنده شيخان لا أعرفهما؛ فقال لي:
يا دكين، إن لي نفساً تواقة، فإن أنا صرت إلى أكثر مما أنا في فبعين ما أرينك؛ قلت:
أشهد لي بذلك أيها الأمير؛ قال:
إني أشهد الله؛ قلت:
ومن خلقه؟ قال:
هذين الشيخين؛ قلت لأحدهما:
من أنت يرحمك الله أعرفك؟ قال:
سالم بن عبد الله؛ فقلت:
لقد استسمنت الشاهد؛ وقلت للآخر:
من أنت يرحمك الله؟ قال:
أبو يحيى مولى الأمير، وكان مزاحم يكنى أبا يحيى. قال دكين:
فخرجت بهن إلى بلدي فرمى الله في أذنابهن بالبركة، حتى اتخذت منهن الضياع والربع والغلمان، فإني لبصحراء فلج إذا بريد يركض إلى الشام، فقلت له:
هل من مغربة خبر قال:
مات سليمان بن عبد الملك؛ قلت:
فمن القائم بعده؟ قال:
عمر بن عبد العزيز. قال:
فأنخت قلوصي، فألقيت عليها أداتي وتوجهت عنده، فلقيت جريراً في الطريق جائياً من عنده، فقلت:
من أيا أبا حزرة؟ قال:
من عند أمير يعطي الفقراء ويمنع الشعراء؛ قلت:
فما ترى، فإني خرجت إليه؟ قال:
عول عليه في مال ابن السبيل، كما فعلت. فانطلقت فوجدته قاعداً على كرسي في عرصة داره قد أحاط الناس به، لم أجد إليه سبيلاً للوصول، فناديت بأعلى صوتي:
يا عمر الخيرات والمكارم
***
وعمر الدسائع العظائم
إني امرؤ من قطن بن دارم
***
أطلب حاجي من أخي مكارم
إذ ننتجي والله غير نائم
***
في ظلمة الليل وليلي عاتم
عند أبي يحيى وعند سالم
فقام أبو يحيى، ففرج لي وقال:
يا أمير المؤمنين، إن لهذا البدوي عندي شهادة عليك؛ قال:
أعرفها، ادن مني يا دكين، أنا كما ذكرت لك أن لي نفساً تواقة، وأن نفسي تاقت إلى أشرف منازل الدنيا؛ فلما أدركتها وجدتها تتوق إلى الآخرة، والله ما رزأت من أمور الناس شيئاً فأعطيك منه، وما عندي إلا ألفا درهم، أعطيك أحدهما؛ فأمر لي بألف درهم. فوالله ما رأيت ألفاً كانت أعظم بركة منها.
وفود كثير والأحوص
على عمر بن العزيز رضي الله عنه
حماد الراوية قال:
قال لي كثير عزة:
ألا أخبرك عما دعاني إلى ترك الشعر؟ قلت:
نعم؛ قال:
شخصت أنا والأحوص ونصيب إلى عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، وكل واحد منا يدل عليه بسابقة وإخاء قديم، ونحن لا نشك أنه سيشر كنا في خلافته، فلما رفعت لنا أعلام خناصرة، لقينا مسلمة بن عبد الملك، وهو يومئذ فتى العرب؛ فسلمنا، فرد، ثم قال:
أما بلغكم أن إمامكم لا يقبل الشعر؟ قلنا ما توضح إلينا خبر حتى انتهينا إليك، ووجمنا وجمة عرف ذلك فينا؛ فقال:
إن يك ذو دين بنى مروان قد ولي وخشيتم حرمانه، فإن ذا دنياها قد بقي ولكم عندي ما تحبون، وما ألبث حتى أرجع إليكم وأمنحكم ما أنتم أهله. فلما قدم كانت رحالنا عنده بأكرم منزل وأكرم منزول عليه؛ فأقمنا عنده أربعة أشهر يطلب لنا الإذن هو وغيره فلا يؤذن لنا، إلى أن قلت في جمعة من تلك الجمع:
لو أني دنوت من عمر فسمعت كلامه فحفظته كان ذلك رأيا، ففعلت. فكان مما حفظت من كلامه:
لكل سفر زاد لا محالة، فتزودوا لسفركم من الدنيا إلى الآخرة بالتقوى، وكونوا كمن عاين ما أعد الله له من ثوابه أو عقابه، فترغبوا وترهبوا، ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم وتنقادوا لعدوكم؛ في كلام كثير لا أحفظه. ثم قال:
أعوذ بالله أن آمركم بما أنهى عنه نفسي فتخسر صفقتي، وتظهر عيلتي، وتبدو مسكنتي، في يوم لا ينفع فيه إلا الحق والصدق. ثم بكى حتى ظننت أنه قاض نحبه، وارتج المسجد وما حوله بالبكاء فانصرفت إلى صاحبي فقلت لهما:
خذا في شرج من الشعر غير ما كنا نقول لعمر وآبائه، فإن الرجل آخري وليس بدنيوي. إلى أن استأذن لنا مسلمة في يوم جمعة ما أذن للعامة، فلما دخلت سلمت ثم قلت:
يا أمير المؤمنين، طال الثواء وقلت الفائدة وتحدثت بجفائك إيانا وفود العرب؛ قال؛ يا كثير " إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل " أفي واحد من هؤلاء أنت؟ قلت:
بلى، ابن سبيل منقطع به، وأنا ضاحك؛ قال:
ألست ضيف أبي سعيد؟ قلت:
بلى؛ قال:
ما أرى ضيف أبي سعيد منقطعاً به؛ قلت:
يا أمير المؤمنين، أتأذن لي في الإنشاء؟ قال:
نعم، ولا تقل إلا حقاً، فقلت:
وليت فلم تشتم عليا ولم تخف
***
بريا ولم تقبل إشارة مجرم
وصدقت بالفعل المقال مع الذي
***
أتيت فأمسى راضياً كل مسلم
ألا إنما الفتى بعد زيغة
***
من الأود البادي ثقاف المقوم
وقد لبست لبس الهلوك ثيابها
***
تراءى لك الدنيا بكف ومعصم
وتومض أحياناً بعين مريضة
***
وتبسم عن مثل الجمان المنظم
فأعرضت عنها مشمئزاً كأنما
***
سقتك مدوفاً من سمام وعلقم
وقد كنت من أجبالها في ممنع
***
ومن بحرها في مزبد الموج مفعم
وما زلت تواقاً إلى كل غاية
***
بلغت بها أعلى البناء المقوم
فلما أتاك الملك عفواً ولم يكن
***
لطالب دنيا بعده من تكلم
تركت الذي يفنى وإن كان مونقا
***
وآثرت ما يبقى برأي مصمم
وأضررت بالفاني وشمرت للذي
***
أمامك في يوم من الهول مظلم
ومالك إذ كنت الخليفة مانع
***
سوى الله من مال رغيب ولا دم
سما لك هم في الفؤاد مؤرق
***
بلغت به أعلى المعالي بسلم
فما بين شرق الأرض والغرب كلها
***
مناد ينادي من فصيح وأعجم
يقول:
أمير المؤمنين ظلمتني
***
بأخذ للدينار ولا أخذ درهم
ولا بسط كف لامرئ غير مجرم
***
ولا السفك منه ظالماً ملء محجم
ولو يستطيع المسلمون لقسموا
***
لك الشطر من أعمارهم غير ندم
فأربح بها من صفقة لمبايع
***
وأعظم بها أعظم بها ثم أعظم
قال:
فأقبل علي وقال:
إنك مسؤول عما قلت. ثم تقدم الأحوص فاستأذنه في الإنشاد؛ فقال:
قل ولا تقل إلا حقاً؛ فقال:
وما الشعر إلا حكمة من مؤلف
***
بمنطق حق أو بمنطق باطل
فلا تقبلن إلا الذي وافق الرضا
***
ولا ترجعنا كالنساء الأرامل
رأيناك تعدل عن الحق يمنة
***
ولا شأمة فعل الظلوم المخاتل
ولكن أخذت الحق جهدك كله
***
وتقفو مثال الصالحين الأوائل
فقلنا ولم نكذب بما قد بدا لنا
***
ومن ذا يرد الحق من قول قائل
ومن ذا يرد السهم بعد مضائه
***
على فوقه إذ عار من نزع نابل
ولولا قد عودتنا خلائف
***
غطاريف كانوا كالليوث البواسل
لما وخدت شهراً برحلى شملة
***
تقدمتون البيد بين الرواحل
ولكن رجونا منك مثل الذي به
***
حبينا زماناً من ذويك الأوائل
فإن لم يكن للشعر عندك موضع
***
وإن كان مثل الدر من نظم قائل
وكان مصيباً صادقاً لا يعيبه
***
سوى أنه يبنى بناء المنازل
فإن لنا قربى ومحض مودة
***
وميراث آباء مشوا بالمناصل
فذادوا عدو السلم عن عقر دارهم
***
وأرسوا عمود الدين بعد التمايل
وقبلك ما أعطى الهنيدة جلة
***
على الشعر كعباً من سديس وبازل
رسول الإله المستضاء بنوره
***
عليه سلام الضحى والأصائل
فقال:
إنك مسؤول عما قلت. قم تقدم نصيب فاستأذنه في الإنشاد، فلم يأذن له، وأمره بالغزو إلى دابق، فخرج إليها وهو محموم. وأمر لي بثلثمائة، وللأحوص بمثلها، ولنصيب بمائة وخمسين.
وفود الشعراء
على عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه
ابن الكبى:
لما استخلف عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وفدت إليه الشعراء كما كانت تفد إلى الخلفاء قبله، فأقاموا ببابه أياماً لا يأذن لهم بالدخول، حتى قدم عون بن عبد الله بن عنبة بن مسعود على عمر بن عبد العزيز، وعليه عمامة قد أرخى طرفيها، وكانت له منه مكانة، فصاح به جرير:
يا أيها الرجل المرخي عمامته
***
هذا زمانك إني قد مضى زمني
أبلغ خليفتنا إن كنت لاقيه
***
أني لدى الباب كالمصفود في قرن
وحش المكانة من أهلي ومن لدى
***
نائي المحلة عن داري وعن وطني
قال:
نعم أبا حزرة ونعمى عين. فلما دخل على عمر، قال:
يا أمير المؤمنين، إن الشعراء ببابك، وأقوالهم باقية وسنانهم مسنونة؛ قال:
يا عون:
مالي وللشعراء؛ قال:
يا أمير المؤمنين، إن النبي صلى الله عليه وسلم:
قد مدح وأعطى، وفيه أسوة لكل مسلم؛ قال:
ومن مدحه؟ قلت:
عباس بن مرداس، فكساه حلة قطع بها لسانه؛ قال:
وتروي قول؟ قلت:
نعم:
رأيتك يا خير البرية كلها
***
نشرت كتاباً جاء بالحق معلما
ونورت بالبرهان أمراً مدمساً
***
وأطفأت بالبرهان ناراً مضرما
فمن مبلغ عني النبي محمداً
***
وكل امرئ يجزى بما قد تكلما
تعالى علواً فوق عرش إلهنا
***
وكان مكان الله أعلى وأعظما
قال:
صدقت، فم بالباب منهم؟ قلت:
ابن عمك عمر بن أبي ربيعة؛ قال:
لا قرب الله قرابته ولا حيا وجهه، أليس هو القائل:
ألا ليت أني يوم حانت منيتي
***
شممت الذي ما بين عينيك والفم
وليت طهوري كان ريقك كله
***
وليت حنوطي من مشاشك والدم
ويا ليت سلمى في القبو ضجيعتي
***
هنالك أو في جنة أو جهنم
فليته والله تمنى لقاءها في الدنيا، ويعمل عملاً صالحاً، والله لا دخل علي أبداً؛ فمن بالباب غير من ذكرت؟ قلت:
جميل بن معمر العذري؛ قال:
هو الذي يقول:
ألا ليتنا نحيا جميعاً وإن نمت
***
يوافي لدى الموتى ضريحي ضريحها
فما أنا في طول الحياة براغب
***
إذا قيل قد سوي عليها صفيحها
أظل نهاري لا أراها ويلتقي
***
مع الليل روحي في المنام وروحها
اعزب به، فوالله لا دخل علي أبداً، فمن غير من ذكرت؟ قلت:
كثير عزة؛ قال:
هو الذي قال:
رهبان مدين والذين عهدتهم
***
يبكون من حذر العذاب قعودا
لو يسمعون كما سمعت حديثها
***
خروا لعزة راكعين سجودا
اعزب به، فمن بالباب غير من ذكرت؟ قلت:
الأحوص الأنصاري؛ قال:
أبعد الله ومحقه، أليس هو القائل، وقد أفسد على أهل المدينة جارية عرب بها منه:
الله بيني وبين سيدها
***
يفر عني بها وأتبع
اعزب به، فمن بالباب غير من ذكرت؟ قلت:
همام بن غالب الفرزدق؛ قال:
أليس هو القائل يفخر بالزنى:
هما دلتاني من ثمانين قامة
***
كما انقض باز أقتم الريش كاسره
فلما استوت رجلاي في الأرض قالتا
***
أحي يرجى أم قتيل نحاذره
وأصبحت في القوم الجلوس وأصبحت
***
مغلقة دوني عليها دساكره
فقلت ارفعا الأسباب لا يشعروا بنا
***
ووليت في أعقاب ليل أبادره
اعزب به، فوالله لا دخل علي أبداً، فمن بالباب غير من ذكرت؟ قلت:
الأخطل التغلبي؛ قال:
أليس هو القائل:
فلست بصائم رمضان عمري
***
ولست بآكل لهم الأضاحي
ولست بزاجر عنسا بكوراً
***
إلى بطحاء مكة للنجاح
ولست بقائم كالعير يدعو
***
قبيل الصبح حي على الفلاح
ولكني سأشربها شمولاً
***
وأسجد عند منبلج الصباح
اعزب به، فوالله لا وطئ لي بساطاً أدباً وهو كافر، فمن الباب غير من ذكرت؟ قلت:
جرير بن الخطفي؛ قال:
أليس هو القائل:
لولا مراقبة العيون أريتنا
***
مقل المها وسوالف الآرام
هل ينهينك أن قتلن مرقشا
***
أو ما فعلن بعروة بن حزام
ذم المنازل بعد منزلة اللوى
***
والعيش بعد أولئك الأقوام
طرقتك صائدة القول وليس ذا
***
حين الزيارة فارجعي بسلام
فإن كان ولا بد فهذا، فأذن له فخرجت إليه، فقلت:
ادخل أبا حزرة؛ فدخل وهو يقول:
إن الذي بعث النبي محمداً
***
جعل الخلافة في إمام عادل
وسع الخلائق عدله ووفاؤه
***
حتى أرعوى وأقام ميل المائل
والله أنزل في القرآن فريضة
***
لابن السبيل وللفقير العائل
إني لأرجو منك خيراً عاجلاً
***
والنفس مولعة بحب العاجل
فلما مثل بين يديه، قال:
اتق الله يا جرير، ولا تقل إلا حقاً؛ فأنشأ يقول:
كم باليمامة من شعثاء أرملة
***
ومن يتيم ضعيف الصوت والنظر
ممن يعدك تكفي فقد والده
***
كالفرخ في العش لم ينهض ولم يطر
يدعوك دعوة ملهوف كأن به
***
خبلا من الجن أو مسا من البشر
خليفة الله ماذا تأمرن بنا
***
لنا إليكم ولا في دار منتظر
ما زلت بعدك في هم يؤرقني
***
قد طال في الحي إصعادي ومنحدري
لا ينفع الحاضر المجهود بادينا
***
ولا يعود لنا باد على حضر
إنا لنرجو إذا ما الغيث أخلفنا
***
من الخليفة ما نرجو من المطر
نال الخلافة إذ كانت له قدراً
***
كما أتى ربه موسى على قدر
هذي الأرامل قد قضيت حاجتها
***
فمن لحاجة هذا الأرمل الذكر
فقال:
يا جرير، والله لقد وليت هذا الأمر، وأملك إلا ثلثمائة، فمائة أخذها عبد الله، ومائة أخذتها أم عبد الله، يا غلام، أعطه المائة الباقية؛ فقال:
والله يا أمير المؤمنين إنها لأحب مال إلي كسبته، ثم خرج؛ فقالوا له:
ما وراءك؟ قال:
ما يسوؤكم، خرجت من عند أمير المؤمنين يعطى الفقراء ويمنع الشعراء، وإني عنه لراض، ثم أنشأ يقول:
رأيت رقى الشيطان لا تستفزه
***
وقد كان شيطاني من الجن راقياً.
الوفود على عمر بن عبد العزيز
۞۞۞۞۞۞۞۞
كتاب الجمانة في الوفود ﴿ 20 ﴾
۞۞۞۞۞۞۞۞
الوفود على عمر بن عبد العزيز