الأخذ من الأمراء الأخذ من الأمراء
۞۞۞۞۞۞۞
حدثنا جعفر بن محمد عن يزيد بن سمعان عن عبد الله بن ثور عن عبد الحميد ابن وهب عن أبي الخلال، قال:
سألت عثمان بن عفان عن جائزة السلطان، فقال:
لحم طري زكي.
جعفر بن محمد بن يحيى بن محمد العامري عن المعتمر عن عمران بن حدير، قال:
انطلقت أنا ورجل إلى عكرمة، فرأى الرجل عليه عمامة متخرفة. فقال الرجل:
عندنا عمائم، ألا نبعث إليك بعمامة منها؟ قال عكرمة:
إنا لا نقبل من الناس شيئاً، إنما نقبل من الأمراء.
وقال هشام بن حسان:
رأيت على الحسن البصري خميصة لها أعلام يصلي فيها، أهداها إليه مسلمة بن عبد الملك.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يلبس خفين أسودين أهداهما إليه النجاشي صاحب الحبشة.
وقال نافع:
كان عبد الله بن عمر يقبل هدايا أهل الفتنة، مثل المختار وغيره.
ودخل مالك بن أنس على هارون الرشيد، فشكا إليه ديناً لزمه، فأمر له بألف دينار عين. فلما وضع يديه للقيام قال:
يا أمير المؤمنين، وزوجت ابني محمداً فصار علي فيه ألف دينار. قال:
ولابنه ألف دينار.
فلقد مات مالك وتركها زنته في مزوده.
وقال الأصمعي:
حدثني إسحاق بن يحيى بن طلحة قال:
كان الربيع بن خثيم في ألف ومائة من العطاء، فكلم فيه أبي معاوية فألحقه بألفين. فلما حضر العطاء نودي الربيع بن خثيم، فقيل له:
في ألفين، فقعد. فنظروا على اسمه مكتوباً:
كلم فيه ابن يحيى بن طلحة أمير المؤمنين فألحقه بألفين.
وقال رجل لإبراهيم بن أدهم:
يا أبا إسحاق، كنت أريد أن تقبل مني هذه الجبة كسوة. قال:
إن كنت غنياً قبلتها منك، وإن كنت فقيراً لم أقبلها منك. قال:
فإن غني. قال:
وكم مالك؟ قال:
ألفا دينار. قال:
فأنت تود أنها أربعة آلاف. قال:
نعم. قال:
فأنت فقير لا أقبلها منك.
وأمر إبراهيم بن الأغلب، المعروف بزيادة الله، بمال يقسم على الفقهاء، فكان منهم من قبل، ومنهم من لم يقبل. فكان أسد بن الفرات فيمن قبل، فجعل زيادة الله يغمص على كل من قبل منهم:
فبلغ ذلك أسد ابن الفرات، فقال:
لا عليه، إنما أخذنا بعض حقوقنا والله سائله عما بقي.
وقد فخرت العرب بأخذ جوائز الملوك، وكان من أشرف ما يتمولونه، فقال ذو الرمة:
وما كان مالي من تراث ورثته
***
ولا دية كانت ولا كسب مأثم
ولكن عطاء الله من كل رحلة
***
إلى كل محجوب السرادق خضرم
وقال آخر:
يهجو مروان بن أبي حفصة ويعيبه بأخذه من العامة، ويفخر بأنه لا يأخذ إلا من الملوك، فقال:
عطايا أمير المؤمنين ولم تكن
***
مقسمة من هؤلاء وأولئكا
وما نلت حتى شبت إلا عطية
***
تقوم بها مصرورة في ردائكا
الأخذ من الأمراء الأخذ من الأمراء
۞۞۞۞۞۞۞۞
كتاب الزبرجدة في الأجواد والأصفاد ﴿ 9 ﴾
۞۞۞۞۞۞۞۞
الأخذ من الأمراء الأخذ من الأمراء