📁 آخر الأخبار

اللؤلؤة في السلطان اللؤلؤة في السلطان


اللؤلؤة في السلطان اللؤلؤة في السلطان

اللؤلؤة في السلطان اللؤلؤة في السلطان


السلطان زمام الأمور، ونظام الحقوق، وقوام الحدود، والقطب الذي عليه مدار الدنيا؛ وهو حمى الله في بلاده، وظله الممدود على عباده؛ به يمتنع حريمهم، وينتصر مظلومهم، وينقمع ظالمهم، ويأمن خائفهم.

قالت الحكماء:

 إمام عادل، خير من مطر وابل؛ وإمام غشوم، خير من فتنة تدوم؛ ولما يزع الله بالسلطان أكثر ما يزع بالقرآن.

وقال وهب بن منبه:

 فيما أنزل الله على نبيه داود عليه السلام:

 إني أنا الله مالك الملوك، قلوب الملوك بيدي، فمن كان لي على طاعة جعلت الملوك عليهم نعمة، ومن كان لي على معصية جعلت الملوك عليهم نقمة.

فحق على من قلده الله أزمة حكمه، وملكه أمور خلقه؛ واختصه بإحسانه، ومكن له في سلطانه، أن يكون من الاهتمام بمصالح رعيته، والاعتناء بمرافق أهل طاعته؛ بحيث وضعه الله عز وجل من الكرامة، وأجرى له من أسباب السعادة. قال الله عز وجل:

 " الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر والله عاقبة الأمور " .

وقال حذيفة بن اليمان:

 ما مشى قوم قط إلى سلطان الله في الأرض ليذلوه إلا أذلهم الله قبل موتهم.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم:

 عدل ساعة في حكومة خير من عبادة ستين سنة.

وقال صلى الله عليه وسلم:

 كلكم راع وكل راع مسئول عن رعيته.

وقال الشاعر:


فكلكم راع ونحن رعية

***

 وكل سيلقى ربه فيحاسبه

ومن شأن الرعية قلة الرضا عن الأئمة، وتحجر العذر عليهم، وإلزام اللائمة لهم؛ ورب ملوم لا ذنب له. ولا سبيل إلى السلامة من ألسنة العامة، إذ كان رضا جملتها، وموافقة جماعتها؛ من المعجز الذي لا يدرك، والممتنع الذي لا يملك؛ ولكل حصته من العدل، ومنزلته من الحكم.

فمن حق الإمام على رعيته أن تقضي عليه بالأغلب من فعله، والأعم من حكمه. ومن حق الرعية على إمامها حسن القبول لظاهر طاعتها، وإضرابه صفحاً عن مكاشفتها، كما قال زياد لما قدم العراق والياً عليها:

 أيها الناس، قد كانت بيني وبينكم إحن، فجعلت ذلك دبر أذني، وتحت قدمي، فمن كان محسناً فليزد في إحسانه، ومن كان مسيئاً فلينزع عن إساءته. إني والله لو علمت أن أحدكم قد قتله السل من بغضي لم أكشف له قناعاً، ولم أهتك له ستراً، حتى يبدي صفحته لي.

وقال عبد الله بن عمر:

 إذا كان الإمام عادلاً فله الأجر وعليك الشكر، وإذا كان الإمام جائراً فعليه الوزر وعليك الصبر.

وقال كعب الأحبار:

 مثل الإسلام والسلطان والناس مثل الفسطاط والعمود والأطناب والأوتاد، فالفسطاط الإسلام؛ والعمود السلطان؛ والأطناب والأوتاد الناس. ولا يصلح بعضها إلا ببعض.

وقال الأفوه الأودي:


لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم

***

 ولا سراة إذا جهالهم سادوا

والبيت لا يبتنى إلا له عمد

***

 ولا عماد إلا لم ترس أوتاد

فإن تجمع أوتاد وأعمدة

***

 يوماً فقد بلغوا الأمر الذي كادوا

اللؤلؤة في السلطان اللؤلؤة في السلطان


۞۞۞۞۞۞۞۞

 كتاب اللؤلؤة في السلطان ﴿ 1 ﴾ 

۞۞۞۞۞۞۞۞

اللؤلؤة في السلطان اللؤلؤة في السلطان



تعليقات