📁 آخر الأخبار

هيبة الإمام في تواضعه هيبة الإمام في تواضعه

 

هيبة الإمام في تواضعه

هيبة الإمام في تواضعه


قال ابن السماك لعيسى بن موسى:

 تواضعك في شرفك أكبر من شرفك.

وقال عبد الملك بن مروان:

 إن أفضل الرجال من تواضع عن رفعة، وزهد عن قدرة، وأنصف عن قوة.

و ذكر عن النجاشي أمير الحبشة

 أنه أصبح يوما جالساً على الأرض والتاج على رأسه، فأعظم ذلك أساقفته، فقال لهم:

 إني وجدت فيما أنزل الله تعالى على المسيح عليه السلام، يقول له:

 " إذا أنعمت على عبدي نعمة فتواضع لها أتممتها عليه " . وإنى ولد لي الليلة غلام فتواضعت لذلك شكراً لله تعالى.

وقال ابن قتيبة:

 لم يقل في الهيبة مع التواضع بيت أبدع من قوال الشاعر في بعض خلفاء بني أمية:


يغضي حياء ويغضى من مهابته

***

 فما يكلم إلا حين يبتسم

وأحسن منه عندي قول الآخر.

فتى زاده عز المهابة ذلة

***

 فكل عزيز عنده متواضع

وقال أبو العتاهية:


يا من تشرف بالدنيا وطينتها

***

 ليس التشرف رفع الطين بالطين

إذا أردت شريف الناس كلهم

***

 فانظر إلى ملك في زي مسكين

ذاك الذي عظمت في الله نعمته

***

 وذاك يصلح للدنيا وللدين

وقال الحسن بن هانئ في هيبة السلطان مع محبة الرعية:


إمام عليه هيبة ومحبة

***

 ألا حبذا ذاك المهيب المحبب

وقال آخر في الهيبة، وإن لم تكن في طريق السلطان:


بنفس من لو مر برد بنانه

***

 على كبدي كانت شفاء أنامله

ومن هابني في كل شيء وهبته

***

 فلا هو يعطيني ولا أنا سائله

ولابن هرمة في المنصور:


له لحظات عن حفافي سريره

***

 إذا كرها فيها عقاب ونائل

كريم له وجهان وجه لدى الرضا

***

 أسيل ووجه في الكريهة باسل

فأم الذي آمنت آمنة الردى

***

 وأم الذي أوعدت بالثكل ثاكل

وليس بمعطى العفو من غير قدرة

***

 ويعفو إذا ما مكنته المقاتل

وقال آخر في الهيبة:


أهاشم يا فتى دين ودنيا

***

 ومن هوى في اللباب من اللباب

أهابك أن أبوح بذات نفسي

***

 وتركي للعتاب من العتاب

وقال أشجع بن عمرو في هيبة السلطان:


منعت مهابتك النفوس حديثها

***

 بالشيء تكرهه وإن لم تعلم

ومن الولاة مفخم لا يتقى

***

 والسيف تقطر شفرتاه من الدم

وقال أيضا لهارون الرشيد:


وعلى عدوك يا ابن عم محمد

***

 رصدان ضوء الصبح والإظلام

فإذا تنبه رعته وإذا غفا

***

 سلت عليه سيوفك الأحلام

وقال الحسن بن هانئ في الهيبة فأفرط:


ملك تصور في القلوب مثاله

***

 فكأنه لم يخل منه مكان

ما تنطوي عنه القلوب بفجرة

***

 إلا يكلمه بها اللحظان

حتى الذي في الرحم لم يك صورة

***

 لفؤاده من خوفه خفقان

فمجاز هذا البيت في إفراطه أن الرجل إذا خاف شيئاً وأحبه أحبه بسمعه وبصره وشعره وبشره ولحمه ودمه وجميع أعضائه، فالنطف التي في الأصلاب داخلة في هذه الجملة. قال الشاعر:


ألا ترثي لمكتئب

***

 يحبك لحمه ودمه

وقال المكفوف في آل محمد عليه السلام:


أحبكم حباً على الله أجره

***

 تضمنه الأحشاء واللحم والدم

وفي مثل هذا قول الحسن بن هانئ:


وأخفت أهل الشرك حتى إنه

***

 لتخافك النطف التي لم تخلق

فإذا خافه أهل الشرك خافته النطف التي في أصلابهم، على المجاز الذي ذكرناه.

ومجاز آخر:

 أن النطف التي أخذ الله عليها ميثاقها يجوز أن يضاف إليها ما هي لا بد فاعلة من قبل أن تفعله، كما جاء في الأثر:

 إن الله عز وجل عرض على آدم ذريته، فقال:

 هؤلاء أهل الجنة، وبعمل أهل الجنة يعملون، وهؤلاء أهل النار، وبعمل أهل النار يعملون.

ومن قولنا في الهيبة:


يا من يجرد من بصيرته

***

 تحت الحوادث صارم العزم

رعت العدو فما مثلت له

***

 إلا تفزع منك في الحلم

أضحى لك التدبير مطرداً

***

 مثل اطراد الفعل للاسم

رفع الحسود إليك ناظره

***

 فرآك مطلعاً مع النجم

أبو حاتم سهل بن محمد، قال:

 أنشدني العتبي للأخطل في معاوية:


تسمو العيون إلى إمام عادل

***

 معطى المهابة نافع ضرار

ونرى عليه إذا العيون لمحنه

***

 سيما الحليم وهيبة الجبار


هيبة الإمام في تواضعه هيبة الإمام في تواضعه

۞۞۞۞۞۞۞۞

 كتاب اللؤلؤة في

 السلطان ﴿ 10 ﴾ 

۞۞۞۞۞۞۞۞

هيبة الإمام في تواضعه هيبة الإمام في تواضعه

تعليقات