ما يستجلب الإخاء ما يستجلب الإخاء
ما يستجلب الإخاء ما يستجلب الإخاء
ما يستجلب الإخاء
والمودة ولين الكلمة
قال عليُّ بن أبي طالب عليه السلام:
مَن لانت كَلِمته وَجَبت محبّتُه. وأنشد:
كيفَ أصبحتَ كيف أمْسيتَ ممَّا يُنْبِتُ الوُدّ في فُؤاد الكَرِيم وعَلَى الصديقِ ألا يلقَى صديقه إلا بما يُحب، ولا يًؤذِي جليسَه، فيما هو عنه بمَعْزِل، ولا يأتي ما يَعيب مِثْلَه، ولا يَعيب ما يأتي شَكْلَه. وقد قال المتوكّل اللّيثي:
لا تنهَ عَن خُلُقِ وَتأْتِيَ مِثْلَه
***
عارٌ عليك إذا فعلتَ عَظِيمُ
وقال عمرً بن الخَطّاب رضي الله عَنه:
ثلاث تثبت لك الوًدَّ في صَدْرِ أخيك:
أن تَبدأه بالسَّلام، وتُوسع له في المَجْلس، وتَدْعوه بأحبّ الأسماء إليه.
وقال:
ليس شيءٌ أبلغَ في خَيْر ولا شَرّ من صاحب.
وقال الشاعر:
إن كُنتَ تبغي الأَمْرَ أو أصلَه
***
وشاهداً يُخْبر عن غائبِ
فاعْتَبِر الأرضَ بأَشْباهها
***
واعْتَبر الصّاحب بالصَّاحب
لعَدِيّ بن زَيد:
عَنِ المَرْء لا تَسَلْ وسَلْ عَن قَرِينه
***
فكُلُّ قَرِين بالمُقارن يَقْتَدِي
و لعمرو بن جَمِيل التَغْلَبي:
سأصبر من صَديقي إنْ جَفَاني
***
على كلّ الأذَى إلا الهَوَانَا
فإنّ الحُرَّ يَأنَف في خَلاءِ
***
وإن حَضر الجماعةَ أن يُهانَا
وقال رجلٌ لمُطِيع بن إياس:
جِئّتُك خاطباً مَوَدَّتك؛ قال:
قد زَوَّجتكها على شرط أن تجعل صَداقها أن لا تَسمع فيَّ مقالَ الناس.
ويقال في المَثَل:
مَن لم يَزْدَرِد الرّيق لم يَستكثر من الصديق.
وما أحسنَ ما قال إبراهيمُ بن العبَّاس:
يا صديقيِ الذي بَذَلْت له الو
***
دَّ وأنزلتُه على أحشائي
إنّ عَيْناَ أقْذَيْتهَا لتراعي
***
ك على ما بها مِن الإقذاءِ
ما بها حاجةٌ إليك ولكنْ
***
هي مَعْقودة بحَبْل الوَفاء
ولابن أبي حازم:
ارْضَ من المَرْءِ في مَوَدَّته
***
بما يُؤدي إليكَ ظاهرُه
مَن يَكْشِف الناسَ لا يَرى أحداً
***
تَصِحّ منه له سَرائرُه
توشِك أن لا تتم وَصْل أخٍ
***
في كلّ زَلاّته تُنافِره
إنْ ساءَني صاحِبي احْتملْتُ وإن
***
سرَّ فإني أخوه شاكِرُه
أصفح عَنْ ذَنْبه وإِن طَلَب ال
***
عُذْرَ فإنّي عليه عَاذِرُه
ولغيره:
لعمري لئن أبطأت عَنْك فلم أزَل
***
لأحْداث دَهْرٍ لا يزال يَعُوقُ
لقد أصبحتْ نَفْسي علي شَفِيقةً
***
ومِثْلي على أهل الوَفاء شَفِيق
أسرَّ بما فيه سُرُورك إنَّني
***
جَدِير بمكنون الإخاء حَقِيق
عدَوّ لمن عاديتَ سَلْم مُساِلمٌ
***
لكل آمرئ يَهْوى هواكَ صَدِيق
ولأبي عبد الله بن عُرْفة:
هُمًومُ رجالٍ في أمور كَثيرةٍ
***
وهَمِّي من الدِّنيا صديق مُساعِدُ
يكون كرُوح بين جِسْمين فُرِّقَا
***
فَجِسْماهما جِسْمان والرُّوح واحِد
قال بعض الحكماء:
الإخاء جَوْهرة رقيقة، وهي ما لم تُوَقِّها وتَحْرُسها مُعرَّضة للآفات، فَرُض الإخاء بالحدّ له حتى تَصل إلى قُربه، وبالكَظْم حتى يَعْتذِر إليك مَن ظَلَمك، وبالرِّضى حتى لا تَسْتَكْثر من نَفْسك الفَضْل ولا من أخيك التَّقْصير.
لمحمود الوَرّاق:
لا بِرِّ أعظمُ من مُساعدةٍ
***
فاشكُر أخاك علىِ مُساعَدَتِهْ
وإذا هَفا فأَقِلْه هَفْوَته
***
حتى يَعودَ أخاَ كعادته
فالصفح عن زَلَل الصّديق وإن
***
أَعْياك خيرٌ من مُعاندته
لعبد الصمد بن المُعذَّل:
مَن لم يُدرِك ولم ترده
***
لم يستفدك ولم تُفِدْه
قَرِّبْ صدِيقَك ما نَأى
***
وَزِدِ التقارُب واستزده
وإذا وَهَتْ أركان ودٍّ
***
من أَخي ثِقَة فَشِدْهُ
ما يستجلب الإخاء ما يستجلب الإخاء
۞۞۞۞۞۞۞۞
كتاب الياقوتة في العلم والأدب ﴿ 34 ﴾
۞۞۞۞۞۞۞۞
ما يستجلب الإخاء ما يستجلب الإخاء