باب في التواضع باب في التواضع
باب في التواضع باب في التواضع
۞۞۞۞۞۞۞
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
مَن تَوَاضَع للّه رَفعه الله.
قالت الحكَماء:
كلّ نِعْمة يحسد عليها إلا التَواضع.
وقال عبدُ الملك بن مَرْوان، رَفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم:
أفضَل الرجال مَن تَوَاضع عن رِفْعة، وزَهِد عن قُدْرة، وأنصف عن قوة.
وقال ابن السماك لعيسى بن موسى:
تواضُعك في شَرَفك أكبرُ من شرَفك.
وأصبح النّجاشيّ يوماً جالساً على الأرض والتّاجُ عليه، فأعظمت بَطارقتُه ذلك، وسألُوه عن السَّبب الذي أوْجبه، فقال:
إني وَجدت فيما أنزل الله على المَسِيح:
إذا أنعَمْتُ عَلَى عَبْدِي نِعمةً فَتَواضَع أتمَمتُها عليه، وإنه وُلد لي هذه الليلةَ غلامٌ فتواضعتُ شكراً للّه.
خرج عمرُ بن الخطّاب رضي الله عنه، ويدُه على المُعلَّى بن الجارود العَبْديِّ، فَلقيَتْه امرأةٌ من قُرَيش، فقالت له:
يا عُمر، فَوَقف لها؟ فقالت:
كنَا نَعْرفك مُدةً عُميراً، ثم صِرْت من بعد عُمير عُمر، ثم صِرْت من بعد عُمر أميرَ المؤمنين، فاتق اللهّ يا بن الخطّاب وانظُر في أمور الناس، فإنه مَن خاف الوَعيد قَرُبَ عليه البَعيد، ومَن خاف الموتَ خَشيَ الفَوْت. فقال المُعلّى:
إيهاً يا أمةَ الله، فقد أبكيتِ أميرَ المؤمنين. فقال له عُمر:
اسكت، أتَدْري مَن هذه " ويحك " ؟ هذه خَوْلة بنت حَكيم التي سمع الله قولَها من سمائه، فعُمَر أحرى أن يَسمع قولَها ويَقْتدي به.
وقال أبو عَبّاد " الكاتب " :
ما جَلس إليَّ رجل قَطَ إلا خيِّل إليَ أنّي سأجلس إليه.
وسُئل الحسنُ عن التواضع فقال:
هو أن تخرج من بَيْتك فلا تلْقى أحداً إلا رأيتَ له الفضلَ عليك.
وقال رجل لبَكر بن عبد الله:
عَلِّمني التواضع؛ فقال:
إذا رأيتَ مَن هو أكبَرُ منك فقُل:
سَبَقني إلى الِإسلام والعَمل الصالح، فهو خير مني، وإذا رأيت " من هو " أصغرُ منك فقُل:
سبقتُه إلى الذُّنوب والعمل السيئ، فأنا شرٌّ منه.
وقال أبو العتاهية:
يا مَن تشرًّف بالدُّنيا وزينتها
***
ليسَ التشرُّف رَفْعَ الطّين بالطيّن
إذا أردتَ شريفَ الناس كلِّهِمُ
***
فانظُرْ إلى مَلِك في زِيِّ مِسْكينَ
" ذاك الذي عَظُمت في الناس هِمَّته
***
وذاكَ يَصْلح للدُّنيا وللدِّين "
باب في التواضع باب في التواضع
۞۞۞۞۞۞۞۞
كتاب الياقوتة في العلم والأدب ﴿
49 ﴾ باب في التواضع باب في التواضع
۞۞۞۞۞۞۞۞
باب في التواضع باب في التواضع