📁 آخر الأخبار

باب في الرجل النفاع الضرار


باب في الرجل النفاع الضرار باب في الرجل النفاع الضرار


باب في الرجل النفاع الضرار باب في الرجل النفاع الضرار

يقال إنه لخرَّاج وَلاّج، وإنه لحًوَّل قُلّب، إذا كان مُتصرِّفاً في أُموره، نَفّاعاً لأوليائه، ضرَّاراً لأعدائه. وإذِا كان على غير ذلك، قيل:
 ما يُحْلِي ولا يُمرِّ، ولا يُعدّ في العِير ولا في النَّفير، وما فيه خير يُرْجَى ولا شرّ يُتَّقى. وقال بعضُهم:
 لاَ يرضى العاقلُ أن يكون إلا إماماً فيِ الخير والشرّ. وقال الشاعر:

إذا أنت لم تَنْفع فضرّ فإنما
***
 يُرَجَّى الفَتى كيما يُضرَّ وَيَنْفَعا
وقال حبيب:

***
 ولم أَرَ ضرًّا عند مَن ليس يَنفعُ
وسمع إعرابيٌّ رجلاً يقول:
 ما أتى فلانٌ بيوم خيرٍ قطُّ؛ فقال:
 إن لا يكُن أتى بيوم خير فقد أتى بيوم شر. وقال الشاعر:

وما فعلت بنو ذُبيانَ خيراً
***
 ولا فعلتْ بنو ذُبيان شرَّا
وقال آخر:

قَبَح الإلهُ عداوةَ لا تُتَّقى
***
 وقَرابةً يُدْلَى بها لا تَنفَعُ
وفخر رجال فقال:
 أبي الذي قَتل الملوك، وغَصَب المنابر، وفعل وفعل. فقال له رجل:
 لكنه أسِر وقتل وصُلب. فقال:
 دَعْني من أسره وقَتْله وصَلْبه، أبوك " هل " حدّث نفسَه بشيء من هذا قطُّ. وقال رجل " من العرِب " يذُمّ قومه وأغارت بنو شَيبان على إبله فاستنجدهم، فلم يُنجدوه، وكان فيهم ضعف، فقال فيهم:

لو كنتُ من مارنٍ لم تَسْتَبح إبلي
***
 بنو اللّقيطة من ذهل بن شَيْباناً
إذاً لقام بنَصْري مَعْشَرٌ خشُنٌ
***
 عند الحَفيظة إن ذو لوثة لانا
قومٌ إذا الشرُّ أبدَى ناجِذَيه لهم
***
 طارُوا إليه زَرافات وَوُحْدانا
لا يَسألون أخاهم حين يَنْدُبهم
***
 في النَائبات على ما قال بُرْهانا
لكنَّ قَوْمي وإن كانوا ذَوي عدَدٍ
***
 ليسُوا من الشر في شيء وإن هانا
" يَجْزُون من ظُلْم أهل الظُّلم مَغْفِرَةَ
***
 ومِن إسَاءَةِ أهْل السُّوءِ إحْساناً "
كأنّ رَبَّك لم يَخْلُقْ لخشيته
***
 سواهُم من جميع الناس إنسانا
" فليت لي بهمُ قوماً إذا رَكِبوا
***
 شَنُّوا الإغارَة فُرْساناً ورُكْبانا "
ولم يُرد بهذا أنه وَصَفهم بالحِلْم ولا بالخَشْية لله، وإنما أراد به الذلَ والعَجز، كما قال النَجاشي في رَهْط تَميم بن مُقْبِل:

قَبيلَتُه لا يَخْفِرون بِذِمَّة
***
 ولا يَظلمون الناسَ حبةَ خَرْدَل
ولا يَرِدون الماءَ إلا عَشيةً
***
 إذا صَدَرَ الوُرَّادُ عن كلِّ مَنْهَل
وكل من نَفع في شيء فقد ضَرّ في شيء. وكذلك قول أشْجِع بن عمرو:

يَصْطاد أعناقاً بِمنصله
***
 وَيفكّ أعْناقا من الرقِّ
وقال الحسنُ بن هانئ:

يَرْجو ويَخْشىَ حالَتَيْك الوَرَى
***
 كأنَكَ الجنَّة والنَارُ
ومن قولنا في هذا المعنى:

من يَرْتجي غيرَك أو يَتَّقي
***
 وفي يَدَيْكَ الجودُ والباسُ
ما عِشتَ عاشَ الناسُ في نِعْمة
***
 وإن تَمُتْ ماتَ بك النَاس
وقال آخر:

وليس فَتَى الفِتْيانِ مَن راحَ واغْتَدَى
***
 لشُرْبِ صَبُوح أو لِشرْب غَبُوقِ
ولَكِنْ فَتَى الفِتْيانِ مَن راح واغتَدَى
***
 لضرًّ عدوٍّ أو لِنَفْع صدِيق
باب في الرجل النفاع الضرار باب في الرجل النفاع الضرار

۞۞۞۞۞۞۞۞باب في الرجل النفاع الضرار باب في الرجل النفاع الضرار

 كتاب الياقوتة في العلم والأدب ﴿ 96 ﴾ 
۞۞۞۞۞۞۞۞
باب في الرجل النفاع الضرار باب في الرجل النفاع الضرار


تعليقات