📁 آخر الأخبار

فساد الإخوان فساد الإخوان

 

فساد الإخوان فساد الإخوان

فساد الإخوان فساد الإخوان


قال أبو الدَّرداء:

 كان الناس وَرَقاً لا شَوْك فيه، فصاروا شَوْكاً لا وَرَق فيه.

وقيل لعُرْوة بن الزُّبير:

 ألا تَنْتقل إلى المدينة؟ قال:

 ما بَقِى بالمدينة إلا حاسدٌ على نِعْمة، أو شامت بمُصِيبة.

الخُشني قال أنشدني الرِّياشيّ:


إذا ذَهَب التكرُّم والوَفاء

***

 وباد رِجالُه وبَقِي الغُثَاءُ

وأَسْلَمني الزَّمانُ إلى رِجالٍ

***

 كأمْثال الذِّئاب لها عُواء

صَديق كلَّما استَغْنيت عنهم

***

 وأَعْداء إذا جَهَدَ البَلاء

إذا ما جئتهم يَتدافَعوني

***

 كأنِّي أجربٌ آذاه داء

أقولُ ولا ألاَم على مَقالعلى الإخوان كُلِّهم العَفاء

وقالت الحًكماء:

 لا شيءَ أضيع من مَوَدَةِ من لا وَفاء له:

 واصطناع مَن لا شكر عِنده، والكريمُ يَوَدُّ الكريم عن لُقْية واحدة، واللّئيم لا يَصِل أحداً إلا عن رَغْبة أو رَهْبة.

وفي كتاب لِلْهند:

 إنّ الرَّجل السًوْء لا يَتَغَيّر عن طبْعه، كما أنَّ الشَّجرة المُرَّة لو طَلَيْتها بالعَسل لم تثمر إلا مُرًّا.

وسَمِع رجلٌ أبا العتاهية يُنْشد:


فارْم بطَرْفك حيث شئ

***

 تَ فلا ترى إلا بَخيلاَ

" فقال له:

 بَخلت الناس كًلَّهم؛ قال:

 فأَكذبني بسَخِيّ واحد " .

وقال أيضا في هذا المعنى:


للّه درُّ أَبيك أيّ زَمان

***

 أصبحتُ فيه وأيّ أهل زَمانِ

كلّ يُوازنك المَودة جاهداً

***

 يُعْطِي ويأخُذ منك بالميزان

فإذا رأى رُجْحانَ حَبَّة خَرْدلٍ

***

 مالتْ مَودَّتُه مع الرًّجحان

وقال فيه أيضاً:


أَرَى قوماً وُجُوهُهمُ حِسانٌ

***

 إذا كانت حَوائجُهم إلينَا

وإن كانت حَوائجُنا إِليهم

***

 يُقبح حُسْن أوجههم عَلَينا

فإن مَنع الأشحّةُ ما لَدَيهم

***

 فإنّا سوف نَمْنح ما لَدَينا

وقال:


مَوالينا إذا احتاجوا إلينا

***

 وليسَ لنا إذا احتجنا موالى

للبَكريّ:


وخَليلٍ لم أَخُنْه ساعةً

***

 في دَمِي كَفّيه ظُلْماً قد غمٍسْ

كان في سِرِّي وجَهْري ثِقَتي

***

 لستُ عنه في مُهِمّ أحترس

ستر البغض بألفاظ الهوى

***

 وادَّعىٍ الوُدَّ بغِش ودَلَس

إنْ رآني قال لي خَيراً وإنْ

***

 غبت عنه الود بغش ودلس

ثم لمّا أمكَنَتهُ فًرْصةٌ

***

 حَمَل السيفَ على مَجْرَى النّفس

وأرادَ الرُوح لكنْ خانَهُ

***

 قَدَرٌ أيقَظَ مَن كانَ نَعَس

وأنشد العُتبي:


إِذا كنتَ تَغْضب من غير ذَنْب

***

 وتَعْتِب من غَير جُرْم عَلَيّا

طَلبتُ رِضاكَ فإن عَزَّني

***

 عَدْدتُكَ مَيْتاً وإن كنتً حَيّا

فلا تعجبنّ بمَا في يَدَيْكا

***

 فأكثْر منه الذي في يَدَيّا

وقال ابن أبي حازم:


وصاحب كانَ لي وكنتُ لهُ

***

 أشفقَ من والدٍ عَلَى وَلَدِ

كُنّا كَسَاقٍ تَسْعى بها قَدَمٌ

***

 أو كَذِراعٍ نيطت إلى عَضد

حتى إذا دَبَّت الحوادثُ في

***

 عَظْمِي وحًل الزّمانُ من عقَدي

ازور عنّي وكان يَنْظُر مِنْ

***

 طَرْفي ويَرْمِي بساعِدِي ويَدِي

وقال:


وخِلٍّ كان يَخْفِض لي جَناحًا

***

 أعادَ غِنًى فنابذَني جماحَا

فقلتُ لهُ وَلِي نَفْس عَزُوف

***

 إذَا حَمُيت تَقحَمت الرًّماحا

سأبدِل بالمَطامع فيك يأسًا

***

 وباليَأْس آستَراح من استراحا

وقال عبد الله بن مُعاوية بن " عبد الله بن " جعفر:


وأنتَ أخي ما لم تكن ليَ حاجةٌ

***

 فإِنْ عَرَضت أيقنتُ أنْ لا أخا لِيَا

فلا زاد ما بَيْني وبَيْنك بعدَ ما

***

 بَلَوْتُكَ في الحاجاتِ إلا تمَادِيا

كِلاَنَا غنيٌّ عن أَخِيه حياتَه

***

 ونحنُ إذا مِتْنا أشدُّ تَغانِيا

وعينُ الرِّضَا عن كلِّ عَيْبٍ كليلةٌ

***

 كما أنّ عينَ السُّخط تُبدِي المَساوِيا

وقال البُحتريّ:


أشرِّق أم أغَرِّبً يا سعيدُ

***

 وأَنْقُص من ذِمامِي أو أزِيدُ

عَدَتني عن نَصِيبين العَوادِي

***

 فبَخْتى أبلهٌ فيها بَلِيدُ

وخَلَّفني الزّمانُ على رِجالٍ

***

 وجُوههمُ وأيديهمْ حَدِيد

لهم حُلَل فهُنَّ بِيضٌ

***

 وأخلاقٌ سَمُجن فهُنَّ سُود

أَلا ليتَ المَقَادر لم تُقَدَّر

***

 ولم تَكُنِ العطايا والجُدودُ

وقال ابن أبي حازِمِ:


وقالُوا لو مَدحت فَتًى كَرِيماً

***

 فقلتُ وكيفَ لي بفتًى كَريم

بُلِيتُ ومَرَّ بي خَمْسون حَولاً

***

 وحَسْبُك باْلمُجَرِّب من عَلِيم

فلا أَحدٌ يُعَدُّ ليومِ خيْرٍ

***

 ولا أحدٌ يَعود علَى عَدِيم

وقال:


قد بلوتُ النّاسَ طُرَّا

***

 لم أحِدْ في الناس حرا

صار حُلْوُ الناس في العَي

***

 ن إذا ما ذيق مُرا

وقال:


مَن سَلاَ عنِّيَ أَطْلَق

***

 تُ حِبالِي من حِبالهْ

أَو أَجَدّ الوَصل سارَع

***

 ت بجَهْدِي في وصاله

إنَّما أَحْذو على فع

***

 ل صَدِيقي بمثَاله

غيرَ مُستجْدٍ إِذا ازوَر

***

 ر كأني مِن عِيَاله

لَنْ تراني أبداً أع

***

 ظِم ذا مالٍ لماله

لا ولا أَزْرَى بمَنْ يع

***

 قِل عندي سُوءُ حاله

إنما أقضي عَلَى ذَا

***

 كَ وهذا بفِعاله

كيفَما صَرّفني الدَّه

***

 رُ فإني من رِجاله

ومن قولنا في هذا المعنى:


أبا صالحٍِ جاءت على الناس غَفْلةٌ

***

 على غَفْلَةٍ بانت بكلِّ كَرِيم

فَليتَ الآلي باتُوا يُفادون بالألى

***

 أقاموا فَيُفْدَى ظاعنٌ بمقيم

وياليتَها الكُبْرَى فتُطْوى سماؤنا

***

 لها وتُمَدّ الأرضُ مَدَّ أَديم

فما الموتُ إلا عَيْش كلِّ مُبَخَّل

***

 وما العَيْش إلا موت كل ذَميم


وأعذَرُ ما أدمى الجُفونَ من البُكا

***

 كَريمٌ رَأى الدًّنيا بكَفّ لَئيم

ومثلُه في هذا المعنى:


أبا صالحٍ أينَ الكِرامُ بأَسْرِهم

***

 أفِدْني كريماً فالكريمُ رِضَاءُ

أحقًّا يقول الناسُ في جود حاتمٍ

***

 وابن سِنان كان فيه سَخاء

عَذِيريَ مِن خَلْق تَخَلَّق منهم

***

 غَباءٌ ولُؤْم فاضحٌ وجَفاء

حِجارةُ بُخْلٍ ما تَجُود ورُبَّما

***

 تَفجَّر من صُمِّ الحجارة ماء

ولو أنّ موسى جاَء يَضْربُ بالعَصا

***

 لما انبجَسَت من ضَرْبه البُخلاء

بَقاءُ لِئام الناس مَوْتٌ عليهمُ

***

 كما أنّ موتَ الأكْرمين بَقاء

عَزيزٌ عليَهم أن تَجود أكفّهم

***

 عليهم مِن الله العَزيزِ عَفاء

ومثلُه قولُنا في هذا المعنى:


ساقٌ تَرنّح يَشْدُو فوقَهُ ساقُ

***

 كأنّه لِحَنِين الصَّوْتِ مُشْتاقُ

يا ضَيْعَةَ الشِّعر في بُلْهٍ جَرامقةٍ

***

 تَشابهت منهُمُ في اللُّؤْم أخلاق

" غُلَّت باَّعناقِهم أَيدٍ مُقَفَّعَةٌ

***

 لا بُوركت منهُمُ أَيدٍ وأعنَاق

كأنما بينهم في مَنْع سائلهم

***

 وحَبْس نائلهم عَهْد ومِيثاقُ

كم سُقْتهم بأَماديحي وقُدْتهم

***

 نحو المَعالي فما انقادوا ولا انساقوا

وإن نَبا بيَ في ساحاتهم وَطنٌ

***

 فالأرض واسعة والناس أَفراق

ما كنتُ أوّلَ ظمآن بمَهمهة

***

 يَغرُّه من سراب القَفْر رَقراق

رِزْقٌ من الله أرضاهم وأسخطَني

***

 اللّهُ للأنْوك المَعْتوه رَزَّاق

يا قابضَ الكف لا زالت مُقبَّضة

***

 فما أناملُها للناس أرزاق

وغِبْ إذا شِئت حتى لا تُرى أبداً

***

 فما لفقدك في الأحشاء إقلاق

ولا إليك سبيلُ الجود شارعةٌ

***

 ولا عليكَ لنور المجد إشراق

لم يَكتنفني رَجاء لا ولا أمل

***

 إلا تكنّفه ذُلّ وإملاق

وقال مُؤَمِّل بن سَعيد في هذا المعنى:


إنما أزرى بقدْري أنَني

***

 لستُ من نابِهِ أهل البلدِ

ليس منهم غير ذي مَقْلية

***

 لذوي الألباب أو ذي حَسَد

يَتحامَوْن لِقائي مثلَ ما

***

 يَتحامَوْن لِقاءَ الأسد

طَلْعتي أثقلُ في أعينهم

***

 وعلى أنفسهم من أحُد

لو رأوني وَسْط بحْرٍ لم يكن

***

 أحَدٌ يأخذ منهم بيَدىِ "

فساد الإخوان فساد الإخوان

۞۞۞۞۞۞۞۞

 كتاب الياقوتة في 

العلم والأدب ﴿ 45 ﴾ 

۞۞۞۞۞۞۞۞

فساد الإخوان فساد الإخوان

تعليقات