باب في اللحن والتصحيف باب في اللحن والتصحيف
باب في اللحن والتصحيف باب في اللحن والتصحيف
وكان أبو حَنيفة لَحَّاناً، على أنه كان في الفُتيا ولُطف النَظر واحدَ زمانه. وسأله رجل يوماً فقال له:
ما تقول في رجل تناول صَخْرة فضرب بها رأسَ رجل فقَتله، أتُقيده به؟ قال:
لا، ولو ضربه بأبا قُبيس.
وكان بِشْر المَرِيسيّ يقول لجلسائه:
قَضى الله لكم الحوائج على أحسن الوجُوه وأهنؤها، فسمع قاسم التَّمّار قوماً يَضْحكون، فقال:
هذا كما قال الشاعر:
إنّ سليمى واللّهُ يَكْلؤها
***
ضنَّت بشيء ما كان يَرْزَؤها
وبِشر المَرِيسيّ رأْس في الرأْي، وقاسم التَّمّار مُتقدم في أصحاب الكلام، واحتجاجُه لبِشر أعجبُ من لَحْن بِشر.
ودخل شَبِيب بن شَيبة على إسحاق بن عيسى يُعزِّيه عن طِفْل أُصِيب به، فقال في بعض كلامه:
أَصْلح الله الأمير، إنّ الطفل لا يزال مُحْبنظيا على باب الجنة يقول:
لا أدْخل حتى يَدخل أبواي، قال إسحاق بن عيسى:
سبحان اللّه! ماذا جئتَ به؟ إنما هو مُحْبنطى، أما سمعتَ قول الراجز:
إني إذا أنشدتُ لا أَحبنطي
***
ولا أُحِبُّ كثرةَ التمطِّي
قال شَبيب:
ألي يقال مثل هذا وما بين لا بتَيها أعلم مني بها؟ فقال له إسحاق:
وهذه أيضاً، أللبصرةَ لابتان يالُكع؟ فأبان بتَقريعه عَوَاره، فأخجله فسكت.
قوله المُحبنطي:
المُمتنع امتناع طلب لا امتناع إباء، وهو بالطاء غير معجمة، ورواه شبيب بالظاء المعجمة. وقوله ما بين لا بتَيْها، خطأ، إذ ليس للبصرة لابتان، وإنما اللابة للمدينة والكوفة. واللابة:
الحرّة، وهي الأرض ذات الحجارة السود.
باب في اللحن والتصحيف باب في اللحن والتصحيف
۞۞۞۞۞۞۞۞
كتاب الياقوتة في العلم والأدب ﴿ 88 ﴾
باب في اللحن والتصحيف باب في اللحن والتصحيف
۞۞۞۞۞۞۞۞
باب في اللحن والتصحيف باب في اللحن والتصحيف