باب في صحبة الأيام بالموادعة
باب في صحبة الأيام بالموادعة
قالت الحُكَمَاء:
اصحب الأيام بالمُوادعة ولا تُسابق الدهرَ فتَكْبُو.
وقال الشاعر:
مَن سابَق الدهر كبا كَبْوةً
***
فاخطُ مع الدَّهر إذ ما خَطا
***
واجرِ مع الدهر كما يَجْرِي
وقال بشّار العُقَيلي:
أعاذِل إنّ العُسْر سَوف يُفيق
***
وإنّ يَساراً من غدٍ لخلِيقُ
وما كنْتُ إلا كالزَّمان إذا صحا
***
صحوتُ وإنْ ماقَ الزَّمان أَموق
وقال آخر:
تحامِق مَع الحَمْقىِ إذا ما لَقيتَهمِ
***
ولاقِهمُ بالجهل فِعل ذوي الجَهْل
وَخَلِّط إذا لاقيْت يوماً مخَلَطاَ
***
يُخَلِّط في قول صحيح وفي هَزْل
فإنّي رأيتُ المَرْءَ يَشْفي بعَقله
***
كما كان قبلَ اليوم يَسْعد بالعقل
وقال آخر:
إن المَقَادِيرَ إذا ساعَدَتْ
***
ألحقت العاجِزَ بالحازِم
وقال الآخر:
والسبب المانعُ حظّ العاقل
***
هو الذي سَبَّب حظّ الجاهِل
ومن أمثالهم في ذلك " قولُهم " :
تطامن لها تَخْطُك.
ومن قولنا في هذا المعنى:
وتطَامنْ للزَّمان يَجْزُكَ عَفْواً
***
وإن قالوا ذَليلٌ قُلْ ذليلُ
وقال حَبيب:
وكانت لَوْعَةً ثم اطمأنتْ
***
كذاك لكلِّ سائلة قَرَارُ
وقال آخر:
ماذا يُريك الدَهْرُ من هَوانِهِ
***
ازْفِن لِقرْد السَّوْء في زَمانِهِ
ولآخر:
الدهر لا يبقى على حالةٍ
***
لا بُدَّ أن يُقبِلَ أو يدبرْ
فإنْ تَلقاك بِمْرُوهه
***
فاصبِر فإنَّ الدَّهرَ لا يَصْبر
ولآخر:
اصبرْ لِدَهْرٍ نال من
***
ك؛ فهكذا مضتْ الدُّهورُ
فَرَحاً وحُزْناً مرّةً
***
لا الحُزن دام ولا السُّرورُ
ولآخر:
عَفَا الله عَمَّن صَيَّر الهمّ واحداً
***
وأيقن أنَّ الدَّائرات تَدُررُ
تَرُوح لنا الدُّنيا بغير الذي غَدَت
***
وتَحْدُث مِن بعد الأمور أمورُ
وتجْرِي الليالي باجتماع وفُرْقة
***
وتَطْلُع فيها أنجمٌ وتَغور
وتَطْمع أن يَبقى السّرُور لأهله
***
وهذا مُحال أن يَدُوم سُرُور
ولآخر:
سأنتظرُ الأيّامَ فيك لعلّها
***
تَعود إلى الوَصل الذي هو أَجْمَلً
باب في صحبة الأيام بالموادعة
۞۞۞۞۞۞۞۞
كتاب الياقوتة في العلم والأدب ﴿ 71 ﴾ باب في صحبة الأيام بالموادعة
باب في صحبة الأيام بالموادعة
۞۞۞۞۞۞۞۞
باب في صحبة الأيام بالموادعة