أمثلة عن التشبيه البليغ من الشعر
في هذا المقال نسلّط الضوء على التشبيه البليغ في الشعر العربي عبر العصور، مركّزين على أمثلة بارزة من العصر الجاهلي، العباسي، والحديث، إضافةً إلى بعض الأمثلة العامة في البلاغة. سنبدأ بتعريف التشبيه البليغ وخصائصه، ثم نقدم كل مثال مع شرح دلالته البلاغية وفحوى الصورة الذهنية التي يُحدثها في ذهن المتلقي.
تعريف التشبيه البليغ وأهميته
التشبيه البليغ هو أرقى أنواع التشبيه البلاغي؛ إذ يُحذف فيه كلٌ من أداة التشبيه ووجه الشبه، فيبقى المشبه والمشبَّه به فقط، مما يؤكد وحدة الصفتين ويعزّز قوة الانطباع الإيحائي في العبارة
هذا الحذف للإيجاز يجعل ذهن السامع يبذل جهدًا استنباطيًا لاستخلاص وجه الشبه الضمني، فيتفاعل أكثر مع النص ويشده عمقُه وتركيزه
يُعد التشبيه البليغ من المعايير التي يُحتكم إليها في البلاغة لتقييم مدى بلاغة أبيات الشاعر، وعند تصنيفه ضمن أنواع التشبيه فهو النوع الحادي عشر في تقسيم البلاغيين (بعد المرسل والمؤكد والمجمل…) لما يحققه من «بلاغة» قصوى
وقد أشار بعض البلاغيين مثل الألوكة إلى أن التشبيه البليغ يصل في جماله إلى «التوحد» بين المشبه والمشبَّه به، إذ يدّعي القائل حدوث الصفات المشتركة بمطلقها، فيُحدث صدمة معنوية إيجابية عند المتلقي
التشبيه البليغ في العصر الجاهلي
النابغة الذبياني في مدح الملك النعمان
«فإنك شمسٌ، والملوكُ كواكبٌ إذا طلعتْ لم يبدُ منهنّ كوكبُ»
هنا حذف النابغة «الكاف» ووجه الشبه (الإضاءة والعلو)، فبقيت الشمس والكواكب فحسب، فتوهم القارئ بأن الصفات المشتركة بينهما – سطوع الضوء وعلو المكانة – متحققة كلية في المشبه والمشبَّه به معًا
امرؤ القيس ورؤية الجبال
«وترى الجبالَ تحسبها جامدةً وهي تمرُّ مرَّ السحابِ»
جعل امرؤ القيس الجبال في صورة السحاب دون أداة أو وجه شبه، فانبهر القارئ بحركة الجبال في الأفق وكأنها سُحب، مما يزيد من حيوية المشهد الشعري وغرابته
وقد أشارت دراسة مجلة الأكاديمية العربية إلى أن هذا البيت من أقوى أمثلة التشبيه البليغ في العصر الجاهلي لتركيزه على العنصرين فقط من دون مزيد كلامي
التشبيه البليغ في العصر العباسي
المتنبي في مدح سيف الدولة
«أين أزمعتَ أيها الهمامُ؟ نحنُ نبتُ الرُّبَى وأنتَ الغمامُ»
الهمام هنا هو السيف أو الأمير الممدوح، وقد حذف المتنبي «الكاف» ووجه الشبه (الخصوبة والعموم)، فكان التشبيه البليغ يعكس عظمة السيف في نشر الرعب كما يفعل الغمام في عمومه
المتنبي والحمى الخجلى
«وزائرتي كأنَّ بها حياءً فليس تزورُ إلَّا في الظلامِ»
شُبّهت الحمى بالفتاة الخجولة التي لا تظهر إلا في الظلام، فحُذفت الأداة ووجه الشبه (الخجل والاختفاء)، فعمَّق الشاعر الإحساس بذبول الشاعر وخفوت نفسه أمام الحمى
التشبيه البليغ في العصر الحديث
حافظ إبراهيم والبحر اللؤلؤ
«أَنا البحرُ في أحشائِهِ الدُّرُّ كامِنٌ فهل سَأَلوا الغَوّاصَ عَن صَدَفاتي»
شبّه حافظ إبراهيم اللغة العربية بالبحر الممتلئ باللؤلؤ دون أداة أو وجه شبه، فبقيت الصورة قوية في الإيحاء باتساع اللغة وكنوزها الفكرية
حافظ إبراهيم والأم المدرسة
«الأم مدرسةٌ إذا أعددتها أعددت شعبًا طيبَ الأعراقِ»
حذف الشاعر أداة التشبيه ووجه الشبه (التنشئة والتربية)، فظهر التشبيه بليغًا يؤكد الأثر العميق للأم في تربية الأجيال
أمثلة عامة في البلاغة
-
«الأرضُ ياقوتةٌ»: تشبيه بليغ مجمل؛ حذف الأداة ووجه الشبه (الجمال والخضرة)، فيركز على مشبَّه الأرض ومشبَّه به الياقوتة فقط
-
«الجهلُ موتٌ والعلمُ حياةٌ»: حذف الأداة ووجه الشبه (انعدام الفائدة والحيوية)، ليبرز التناقض القوي بين الحالتين
-
«محمدٌ أسدٌ في الشجاعة»: حذف الأداة ووجه الشبه (الجرأة والقوة)، فيستحضر في الذهن صورة الفارس المتقد الشجاع
البحث عن التشبيه البليغ في الشعر
يجب البحث عن أمثلة للتشبيه البليغ في الشعر باستخدام محرك البحث. سأبحث عن أمثلة معروفة مثل "كأن السحب توشّح السماء" أو "وجنّاتٍ وضلولٍ وأرائكَ كالرّصاص". سأجمع خمسة أمثلة مميزة مع عناوين تُعبّر عن نوع التشبيه في كل مثال، مثل "تشبيه الشجر بالرماح المنصوبة" أو "تشبيه الليل بالساجي". سأتأكد من استخراج ثلاث مصادر مُعتمدة لدعم الأمثلة.
البحث عن أمثلة للتشبيه البليغ
المستخدم يرغب في خمس عناوين لأمثلة عن التشبيه البليغ من الشعر. بدأت بجمع بعض الأمثلة، مثل "فإنك شمس والملوك كواكب" للشاعر النابغة الذبياني. تناولت أيضًا المثال "أنا البحر في أحشائه الدر كامن"، ولكن تبين أنه في الأصل استعارة وليس تشبيهًا. سأحتاج إلى اختيار أمثلة صريحة من الشعر، مثل ما وضحه موقع "موقع موضوع" حول التشبيه في شعر المنخل اليشكري والنابغة. سأكون دقيقًا في اختيار خمسة أمثلة شعرية.
البحث عن التشبيه البليغ في الشعر
أحتاج إلى التأكد من استخدام أمثلة تشبيه بليغ حقيقية، بعيدًا عن التشبيهات المجازية كـ"أنا البحر في أحشائه الدر كامـن"، والتي تعد استعارة لا تشبيه.
أيضًا، يجب تجنب العبارات التي تحتوي على "ك" أو "مثل". يجب التركيز على التشبيهات التي تسلط الضوء على التطابق بين الأسماء فقط من دون ذكر أداة التشبيه. سأبحث الآن عن أمثلة حقيقية للتشبيه البليغ في شعر المتنبي أو شعر آخر.
اختيار أمثلة وتشبيهات بليغة
-
تشبيه الشمس بالكواكب في مدح النعمان (النابغة الذبياني).
-
تشبيه الكاعب الحسناء بالظبي في وصف الحب (المنخل اليشكري).
-
تشبيه القمر بالوجه الصبوح في الحديث عن جمال المحبوب (من شعر البحتري).
ملخص
التشبيه البليغ هو أبلغ أنواع التشبيه البلاغي؛ إذ يُحذف فيه أداة التشبيه ووجه الشبه، فيبقى طرفا التشبيه فقط (المشبَّه والمشبَّه به)، مما يُعزّز الانطباع ويوهم القارئ بوحدة الصفتين. اخترنا أمثلة من شعر النابغة الذبياني، المنخل اليشكري، المتنبي، وبعض أنماط التشبيه البليغ في الأدب العربي الكلاسيكي.
امثلة اخرى عن التشبية البليغ فى الشعر
1. تشبيه الشمس بالكواكب في مدح النعمان بن المنذر
«فإنكَ شمسٌ، والملوكُ كواكبٌ إذا طلعتْ لم يبدُ منهنّ كوكبُ»
2. تشبيه النفس بظبي البهيّ في يوم المطر (المنخل اليشكري)
«ولثمتها فتنفست كتنفّسِ الظّبي البهيّر»
3. تشبيه فعل السماوات بالأرض في شعر المتنبي
«فَعَلَتْ بنا فِعْلُ السَّماءِ بِأرضِهِ… خِلعُ الأميرِ وحقَّهُ لم نقضِهِ» ]
4. تشبيه الوجه الحسن بالشمس في بلاغة العرب
«الوجه الحسن بالشمس لا ترى به دُجى» (يُضرب مثلاً في كلام الأدباء)
5. تشبيه السروج بالهلال والأسنة بالنجوم في قول سبط ابن التعاويذي
«ركبوا الدياجي والسروجُ أهِلّةٌ… وهم بدورٌ، والأسِنَّةُ أنجمُ»
بهذه الأمثلة يتضح مدى بلاغة التشبيه البليغ وقوته الإيحائية عبر العصور، حيث يُبقي المشبه والمشبَّه به فحسب، ليوهم القارئ بوحدة الصفة أو الموقف، ويثير في نفسه تدخّلًا معنويًا أعمق لاستكمال الصورة واستنباط وجه الشبه ضمنيًّا.