📁 آخر الأخبار

الكنآية يورى بها عن الكذب والكفر


الكنآية يورى بها عن الكذب والكفر

الكنآية يورى بها عن الكذب والكفر

لما هَزم الحجاجُ عبدَ الرحمن بن الأشعث وقتَل أصحابَه وأسرَ بعضهم، كتب إليه عبدُ الملك بن مَرْوان أن يَعْرِض الأسرى على السيف، فمَن أقرَّ منهم بالكفر خلِّى سبيلَه، ومَن أبَى يَقْتله، فأُتي منهم بعامر الشًعبي ومطرِّف ابن عبد الله بن الشّخّير وسعيد بن جُبَير؟ فأمّا الشعبي ومطرِّف فذَهبا إلى التعريض والكناية ولم يُصرِّحا بالكفر، فَقبِل كلامهما وعفا عنهما؟ وأمّا سعيد ابن جُبير فأبى ذلك فقتل.
وكان مما عرَّض به الشعبي، فقال؛ أَصلح الله الأمير، نَبا المنزل، وأَحْزَن بنا الجَناب، واستَحلَسْنا الخوفَ، واكتَحلنا السهرَ، وخَبطتنا فتنةٌ لم نكن فيها برَرَة أتقياء، ولا فَجَرة أقوياء. قال؛ صدقَ والله، ما بَرُّوا بخروجهم علينا ولا قَوُوا، خَلّيا عنه ثم قُدِّم " إليه " مُطرِّف بن عبد الله، فقال له الحجّاج:
 أَتُقِرّ على نفسِك بالكفر؟ قال:
 إنّ مَن شق العصا، وسَفَك الدماء، ونكث البَيْعة، وأخاف المسلمين لجديرٌ بالكفر؟ قال:
 خليا عنه. ثمّ قُدّم إليه سعيد بن جُبير، فقال له:
 ما كفرتُ باللّه مذ آمنت به؟ قال:
 آضربوا عُنقه.
ولما وَلي الواثقُ وأَقعد للناس أحمدَ بن أبي دُوَاد للمحنة في القُرآن ودعا إليه الفُقهاء، أُتي فيهم بالحارث بن مِسْكين، فقيل له:
 أتَشهد أنّ القرآن مخلوق؟ قال:
 أشهدُ أنّ التوراة والإنجيل والزَّبور والقرآن، هذه الأربعة مخلوقة، ومَدّ أصابعه الأربع، فعرض بها وكنَى عن خلق القرآن وخلِّص مُهْجَته من القَتل:
 وعَجز أحمدُ بن نَصر فقيهُ بغداد عن الكِناية فأباها، فقُتِل وَصلِب.
ودَخل بعضُ النسّاك على بعض الخُلفاء فدعاه إلى طَعامه، فقال له:
 الصائم لا يأكل يا أميرَ المؤمنين، وما أذكِّي نفسي بل الله يُزَكِّي مَن يشاء؛ وإنما كره طعامه.
الأصمعيُّ عن عيسى بن عمر قال؛ بينما ابن عِرْباض يَمشي مُقْدِماً لِطيَّتِه، إذ استقبلته الخوارج يَجزُّون الناسَ بسيوفهم، فقال لهم:
 هل خَرج إليكم في اليهود شيء؟ قالوا:
 لا؟ قال:
 فامضُوا راشِدين، فمضَوْا وتركوه.
ولقي شيطانُ الطاق رجلاً من الخوارج وبيده سيفٌ، فقال له الخارجي:
 واللهّ لأقتلنَّك أو تبرأَ من عليّ؛ فقال له:
 أنا من عليّ، ومن عثمان بريء " يريد أنه من عليّ، وبريء من عثمان " 0 أبو بكر بن أبي شَيْبة قال:
 قال الوليد " بن عُقْبة " على المِنْبر بالكوفة:
 أًقسمُ على مَن سمّاني أَشعرَ بَرْكاً إلا قام " فخرج عنّي " ، فقام إليه رجل من أهل الكوفة، فقال له:
 ومَن هذا الذي يقوم بين يديك فيقول:
 أنا الذىِ سمّيتك أشعر بركاً؟ " قال " :
 وكان هو الذي سمّاه " بذاك " .
" وقال معاويةُ لصعْصعة بن صوحان:
 اصْعَد المنبر فالْعَن عليَّا " ، فامتنع من ذلك وقال:
 أو تُعْفيني؟ قال:
 لا. فَصَعد المنبر فَحَمِد اللهّ وأثنى عليه ثم قال:
 معاشر الناس، إنّ معاوية أمرني أن ألعن عليَّاً، فالعَنُوه لعنه الله " .
الكنآية يورى بها عن الكذب والكفر

۞۞۞۞۞۞۞۞
 كتاب الياقوتة في العلم والأدب ﴿ 81 ﴾ 
۞۞۞۞۞۞۞۞
الكنآية يورى بها عن الكذب والكفر


تعليقات