القول في أصاب الأهواء
القول في أصاب الأهواء
وذُكر رجلٌ عند النبي صلى الله عليه وسلم، فَذَكروا فضلَه وشِدَة اجتهاده في العِبادة. فبينما هم في ذِكْره حتى طَلَع عليهم الرجلُ، فقالوا:
يا رسولَ اللّه، هو هذا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أما إني أرى بين عَيْنيه سَفْعة من الشَّيطان، فأقبل الرجلُ حتى وقف فسلّم عليهم، فقال:
هل حَدَّثتك نفسُك إذ طلعتَ علينا أنه ليس في القوم أحسن منك؟ قال نعم، ثم ذهب إلى المسجد فصفّ بين قَدَميه يصلِّي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
أيكم يقومُ إليه فيقتله؟ فقال أبو بكر:
أنا يا رسول اللهّ. فقام إليه فَوَجده يًصلَي فهابه فانصرف؛ فقال:
ما صنعتَ؟ قال وجدتُه يصلِّي يا رسول الله فهِبتُه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
أنا يا رسولَ اللّه. فقام إليه فوجده يصلِّي فهابه فانصرف، فقال:
يا رسولَ اللّه، وجدتُه يصلِّي فهِبتُه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أيكم يقوم إليه فيقْتُلَه؟ فقال عليٌّ:
أنا يا رسول اللّه؟ قال:
أنت له إن أدركته. فقام إليه فوجده قد انصرف. فقال النبي عليه الصلاة والسلام:
هذا أول قَرْنٍ يَطلًعُ في أُمتي، لو قتلتموه ما اختلف بعده اثنان، إنّ بني إسرائيل افترقت على اثنتين وسبعين فرقة، وإنّ هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا فرقةً واحدة، وهي الجماعة.
القول في أصاب الأهواء
۞۞۞۞۞۞۞۞
كتاب الياقوتة في العلم والأدب ﴿ 62 ﴾ القول في أصاب الأهواء
۞۞۞۞۞۞۞۞
القول في أصاب الأهواء